في وقتٍ كانت فيه جماهير شبيبة سكيكدة تنتظر انتفاضة فنية تعيد الفريق إلى سكة النتائج الإيجابية، جاءت الوقائع لتُكرّس أزمة مزدوجة: فنية وإدارية. المدرب المساعد بطال توفيق لم ينجح في تحقيق المطلوب، والإدارة لا تزال عاجزة عن تسوية وضعية المدرب السابق تقي الدين حمودة، ما يُعرقل رسميًا تعيين المدرب الجديد توهامي صحراوي، ويُبقي الفريق في حالة فراغ فني غير مسبوقة.
المدرب المساعد بطال توفيق لم ينجح في مهمته
منذ توليه قيادة الفريق مؤقتًا، خاض بطال توفيق أربع مباريات رسمية، كانت كافية لتشكيل انطباع أولي عن ملامح مشروعه الفني. الحصيلة جاءت على النحو التالي: فوزان أعادا بعض الثقة، لكن دون أداء مقنع و هزيمة قاسية أمام حي الفوبور (0-3)، كشفت هشاشة دفاعية واضحة مع إقصاء مبكر من كأس الجمهورية أمام الملعب الإفريقي السطايفي، في مباراة لم تُظهر فيها الشبيبة أي ردة فعل حقيقية.
هذه النتائج، رغم أنها لا تُعد كارثية رقميًا، إلا أنها كشفت عن غياب الانسجام، وتراجع في الأداء، وافتقار الفريق لردة فعل حقيقية داخل الميدان. اللاعبون ظهروا بلا روح، والخطط التكتيكية بدت عشوائية، ما جعل الجماهير تُحمّل الطاقم الفني المؤقت مسؤولية التراجع، وتُطالب بتعيين مدرب رئيسي في أقرب وقت.
أربع جولات بدون مدرب… والنتائج تتراجع
غياب مدرب رئيسي عن الفريق لأربع جولات متتالية يُعد سابقة خطيرة، خاصة في بطولة تُحسم فيها النقاط بالتفاصيل الصغيرة الفريق خسر بثلاثية نظيفة أمام اتحاد الفوبور، وظهر مفككًا، بلا خطة واضحة، ولا قيادة فنية تُوجّه اللاعبين. هذا الفراغ الفني يُهدد استقرار المجموعة، ويُضعف من حظوظ الفريق في المنافسة على الصعود.
الإدارة توضح سبب عدم تعين مدرب رئيسي للفريق حتى الأن
وفي ظل الغموض الذي يحيط بالعارضة الفنية لشبيبة سكيكدة، وبعد مرور أربع جولات كاملة دون مدرب رئيسي، خرجت إدارة الفريق عن صمتها لتُوضّح للرأي العام والأنصار أسباب تأخر مباشرة المدرب الجديد توهامي صحراوي لمهامه، مؤكدة أن الأمر إداري وقانوني بحت، ولا علاقة له بأي تردد أو خلافات داخلية.
المدرب حمودة لم يفسخ عقده… والعقبة قانونية
البيان الرسمي الصادر عن إدارة الشبيبة أوضح أن المدرب السابق نقي الدين حمودة، الذي تمت إقالته مؤخرًا، لم يُنهِ إجراءات فسخ عقده بشكل رسمي، كما أنه لم يتسلّم مستحقاته المالية بعد. هذا الوضع يُعيق قانونيًا تسجيل مدرب جديد، وفقًا لما تنص عليه المادة 13 من لوائح تسيير المدربين المعتمدة من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف)، والتي تمنع ازدواجية العقود داخل نفس الفريق.
صحراوي ينتظر الضوء الأخضر… والإدارة تتحرك
المدرب توهامي صحراوي، الذي تم الاتفاق معه رسميًا لقيادة الفريق، لا يزال ينتظر الضوء الأخضر من الإدارة لإمضاء عقده، وإرسال ملفه إلى الفاف لاعتماده قانونيًا، ثم مباشرة مهامه ميدانيًا. هذا التأخر، الذي يُعد إداريًا بحتًا، يُثير استياء الأنصار، ويُغذي الشكوك حول قدرة الإدارة على إدارة المرحلة بفعالية.
غرامة مالية في كل مقابلة والبطولة لا تنتظر
استمرار الفريق دون مدرب رئيسي يُعرّضه لغرامة مالية تُقدّر بـ20 مليون سنتيم، وفقًا للوائح رابطة ما بين الجهات، ما يُفاقم من الأزمة المالية التي يعيشها النادي أصلًا. هذا الضغط الإداري يُضاف إلى ضغط النتائج، ويضع الإدارة أمام مسؤولية مضاعفة لتسوية الوضع في أقرب وقت.
ترتيب مقلق والمنافسة بين الفرق تشتد
الهزيمة أمام الفوبور وضعت الفريق في موقف صعب، حيث بات بعيدًا عن كوكبة المقدمة، في بطولة تُنشطها ثلاث فرق في الصدارة، وثلاث أخرى تلاحق بشراسة. الفينوار بات على بعد سبع نقاط من المتصدر، ما يجعل مهمة العودة إلى المنافسة أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل غياب الاستقرار الفني والإداري.
الجماهير تطالب بالوضوح وتحمّل الإدارة المسؤولية
الشارع السكيكدي لم يعد يحتمل الغموض. الأنصار يُطالبون بتوضيحات رسمية، ويُحمّلون الإدارة مسؤولية التأخر في تعيين المدرب الجديد، معتبرين أن بيع الوهم والوعود الزائفة لم يعد يُقنع أحدًا. الأصوات تتعالى مطالبة برحيل المكتب المسير، وترك المجال لرجال قادرين على القيادة، يملكون مشروعًا حقيقيًا، ويُدركون معنى المسؤولية.
غياب المعلومة الصحيحة خلق باب التأويلات وانتشار الإشاعة
في عز الأزمة، تلوذ الإدارة بالصمت. لا ناطق رسمي، لا بيانات توضيحية، ولا حتى تفاعل مع الجماهير. الصفحة الرسمية للفريق باتت شبه معطّلة، والمعلومات تُنقل عبر مصادر غير رسمية، ما يُغذي الشائعات، ويُفقد الجمهور الثقة في التسيير هذا الغياب يُطرح كأحد أبرز أسباب التراجع، لأن الفريق لا يُدار فقط من داخل الملعب، بل من خلف الكواليس، حيث تُصنع القرارات، وتُبنى الثقة، وتُرسم خارطة الطريق.

