في مشهد نادر لا يتكرر كثيرًا، خطف الوافد الجديد إلى المنتخب الوطني الجزائري، سمير شرقي، الأضواء خلال معسكر أكتوبر الجاري، بعد أن نجح في أسر قلوب الجماهير الجزائرية والمحللين، رغم مشاركته لمدة 25 دقيقة فقط في مباراة واحدة أمام أوغندا، ضمن ختام تصفيات كأس العالم 2026.
تواضع كبير وبصمة سريعة
مدافع نادي باريس إف.سي الفرنسي، البالغ من العمر 26 عامًا، استُدعي لأول مرة إلى صفوف “محاربي الصحراء” بعد بروزه الملفت مع فريقه في الدوري الفرنسي، لكن سرعان ما أثبت أنه لا يحتاج إلى وقت طويل ليترك بصمته، ليس فقط كمدافع، بل كمحارب حقيقي بتواضعه، عفويته وروحه القتالية.
ومنذ لحظة وصوله إلى أرض الوطن، جذب شرقي الانتباه بسلوكياته البعيدة عن الأضواء والبهرجة التي أصبحت سمة بعض اللاعبين عند التحاقهم بالمنتخبات. لم يظهر بمظاهر فخمة، لم يبحث عن الكاميرات، بل دخل بهدوء وتحدث بصدق، في مشهد أعاد إلى الأذهان صورًا جميلة عن نجوم جزائريين سابقين مثل عنتر يحيى ومجيد بوقرة.
روح قتالية رغم دقائق قليلة
في مباراة أوغندا، دخل شرقي كبديل في مركز غير مركزه الأصلي، حيث شغل الظهير الأيمن بدلًا من قلب الدفاع، إلا أنه قدّم أداءً صلبًا ومقنعًا، أظهر فيه جرأة عالية، وذكاء تكتيكي، إضافة إلى قوة في الالتحامات.
ورغم قصر الفترة التي لعبها، تداولت الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو له، أحدها يوثق مهارة فنية مميزة قام بها في إحدى الهجمات، وآخر يُظهر اشتباكًا بدنيًا شرسًا مع أحد مهاجمي الخصم، وهي لقطات أشعلت حماس المتابعين الذين شبّهوه بـ”محارب قديم” في صفوف “الخضر”.
التكريم الرئاسي.. لحظة لا تُنسى
شرقي كان أيضًا من بين لاعبي المنتخب الذين حظوا بتكريم رسمي من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عقب التأهل إلى كأس العالم 2026. وفي تصريح مؤثر، قال شرقي:
“فخر كبير لنا أن نحظى بهذا التكريم. لقد كنت أشاهد الرئيس تبون عبر التلفاز، واليوم التقيته لأول مرة”.
تصريح بسيط في كلماته، لكنه عميق في دلالاته، يعكس تواضع اللاعب وإنسانيته، وقدرته على كسب القلوب قبل النقاط.
تفاؤل كبير بمستقبل شرقي مع الخضر
وبعد هذا الظهور القصير ولكن المُلفت، بدأ كثيرون من أنصار “الخضر” يتفاءلون بإمكانية رؤية شرقي ضمن التشكيلة الأساسية في قادم المواعيد، لما أظهره من شخصية قوية وحضور بدني وفني رغم حداثة عهده بالمجموعة.
سمير شرقي لم يأتِ كـ”نجم”، بل كـ”محارب”، ومن هذا الباب اقتحم قلوب الجزائريين، ليكون أحد أبرز مفاجآت معسكر أكتوبر… وربما أحد ركائز مستقبل المنتخب الوطني في طريقه إلى كأس العالم 2026.

