. الوباء كما عطل تاريخ الألعاب ساهم في إدراكنا للتأخير والأخطاء
. غلقت كل الأبواب في وجه الإنتهازيين
. قوتنا لجنة التنظيم التي تتمتع بالكفاءات الشابة
. مجيد بوقرة سيكون سفيرًا للألعاب رفقة سليم نجال نجم اليد الجزائرية
. نحن بحاجة لدعم المجتمع المدني بوهراني الذي تركنا بمفردنا
في حوار جرئ كشف مدير اللجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض المتوسط سليم إيلاس أن اللجنة المنظمة التي تضم 95 بالمئة من كفاءات الوهرانية رفعت التحدي لأن تكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري بإعتبار أن الحدث الإقليمي سيكون حسب سليم واجهة لصورة الجزائر إقليميًا ودوليًا، مستبشرًا بأول ثمرة نجاح هذا الحدث وقبل إنطلاقه بسنتين بعدما أعلنت اللجنة الدولية الأولمبية رسميًا الإشراف على الألعاب وهو ما لم يحدث في النسختين السابقتين بتاراغونة الإسبانية وبيسكارا الإيطالية. سليم قبل أن يتكلم عن أهم ما خرج به بيان الذي جاء به إجتماع اللجنة التنظيمية برئاسة وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي رفقة كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة بفندق الشيراطون، عرج على أصعب المراحل التي مر عليها منذ قرار تعيينه مديرًا لمدير مركب بئر جير مرورًا إلى تنصيبه بقرار حكومي على رأس اللجنة الاولمبية ممضى من الطرف الوزير الأول، حيث أكد أن علة المشاريع كان في ضعف التخطيط والدراسات التي وضعت قبل التشييد والعراقيل الإدارية، ناهيك عن التعديلات المتكررة في كل مرة، مؤكدًا أن الشركة الصينية قادرة على إنهاء المركب الرياضي في ظرف ثلاثة أشهر لو أرادت ذلك، لكنها هي الأخرى خائفة على مصالحها بعدما وجدت أنه في كل مرة يتم وضع تعديل جديد
أولًا نبارك لكم مظلة اللجنة الأولمبية الدولية للألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستشرفون على تنظيمها صائفة 2022 في طبعتها الـ19، حتى يطلع الجمهور الرياضي أكثر عن أهمية هذا القرار هل من تفاصيل أكثر؟
يجب أن نبارك للجزائر وليس للجنة التنظيم، لأننا ما نقوم به هو خدمة للوطن ولوهران، بطبيعة الحال على الجمهور الرياضي الجزائري أن يدرك معنى أن ترعى اللجنة الأولمبية الدولية للحدث، يعني أن النسخة الـ 19 نجحت في إستقطاب الهيئة الدولية قبل إنطلاقها، أي أن الرعاية ستكون من اللجنة الأولمبية بعدما إقتنعت هذه الأخيرة بحجم الإمكانيات التي سخرتها الدولة الجزائرية لإحتضان هذه التظاهرة الإقليمية من مرافق بيداغوجية و بنى تحتية في سبيل إنجاح هذا الحدث، كما سيكون هناك إشراف من اللجنة الأولمبية، بالإضافة إلى أن وهران ستستضيف ضيوف رفعي المستوى في الإفتتاح، مثل حضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وهذا لم يحدث في النسختين السابقتين اللتان إحتضنتهما كل من تارغونا الإسبانية وبيسكارا الإيطالية…
ألن يكون هذا ضغطًا جديدًا على الجزائر، فرعاية اللجنة الأولمبية الدولية لن يكون من أجل الرعاية وفقط؟
نعم سيكون هذا ضغطًا على لجنة التنظيم في حد ذاتها وليس الجزائر التي تملك الإمكانيات لإحتضان أكبر المحافل الدولية، خصوصًا بعدما نحن على مشارف الإستفادة من أكبر مرفقين هامين، فالرياضة الجزائرية سيكون تحت تصرفها مركب رياضي بمواصفات عالمية وقرية أولمبية الثانية على المستوى الإفريقي بعد تلك التي هي في جنوب إفريقيا ناهيك عن المرافق الأخرى التي تم إعادة تأهيلها وتم صرف الملايير من الدينارات عليها، ولذا فالضغط سيكون بدرجة أكبر على لجنة التنظيم، لكننا نؤمن بأننا قادرون على رفع التحدي، يكفينا فخرًا أن حدادي رئيس لجنة البحر الأبيض الجزائري يصرح في إحدى الوكالات أن هذه اللجنة صنعت في ظرف سنة ما عجز عنه سابقيهم في 5 سنوات.
بما تكلمت عن المنشآت، وسبق وأن كنت مديرًا للمركب الأولمبي، نود معرفة الأسباب التي جعلت هاذين المشروعين يتأخران لدرجة أن الجميع أصبح لا يتق في التواريخ انتهاء الأشغال التي في كل مرة تتأجل؟ هل المشكل في الشركة الصينية؟
لا الشركة الصينية لو أرادت أن تنهي المنشآت في ثلاثة أشهر تنهيها تأكدوا من ذلك، لكن الأسباب هو غياب التخطيط والدراسات المعمقة قبل مباشرة المشاريع وهو أكبر مشكل في الجزائر، فمركب بئر الجير والقرية الأولمبية شهدتا عدة تعديلات، والتعديل يعني أموال إضافية وهناك لجنة حسابات التي تدعم المشروع ماليًا، وهنا يدخل الجانب الإداري الذي عادة ما يكون سببًا في التأخر، بالنسبة للمركب الرياضي فقد شهدت عدة تعديلات بعدما وقفت على نقائص جمة ولا تحصى، ولحسن حظي أني سمعت أذان صاغية وغيرت بعض الأمور، وأما بالنسبة للقرية الأولمبية فلا تنسى أنه في بداية الأمر كانت مبرمجة على أنها إقامة جامعية بـ 8000 سرير و4000 سرير إضافي كان موجهًا لإقامة ضيوف الجزائر، قبل أن يتم تحويلها إلى قرية أولمبية بـ 8000 سرير بغرف 3 نجوم، ليتم إعادة ترتيب الأمور كلها، ولكن الآن الأمور تحسنت كثيرًا…
وهل صحيح تعرضت لإغراءات في وقت ما من بعض الشركات المناولة؟، يقال مارس المقبل. ما رأيك ؟
ليعلم الجميع أن سليم إيلاس ليس من محبي المسؤولية وهذا المنصب قبلته حبًا وفخرًا، بعدما تلقيته ضمانات من مسؤولي القطاع الذين أمهلوني الورقة البيضاء لأعمل، الإغراءات !! طبعًا الكل يريد أن يستغل الفرص لكن ليس معي فقد أخذت قرار أني لا أتدخل في أي مناقصة وناشدت حتى بعض أصدقائي أن لا يقوموا بدخولها حتى لا يحسبون علي، أما فيما يخص تاريخ انتهاء المشروعين فأنا أقول رسميًا في جوان 2021، فالمركب الأولمبي أدرك 50 بالمئة بغض النظر عن ملعب كرة القدم الذي أدرك نسبة 95 بالمئة، أما القرية الأولمبية فقد أدركت نسبة 90 بالمئة، هنا أتكلم عن التشييد ليبقى التجهيز وما شابه في المستقبل القريب ولا أظن أنه يأخذ وقتًا كبيرًا …
لنفترض أن الألعاب لم تؤجل كيف كان سيكون الأمر؟هل كان في صالحنا قرارا التأجيل؟
لو لم تؤجل الألعاب كنا سنحتضن الحدث لكن الجزائر كانت ستنفق كثيرًا على هذه المنشآت، ولذا فالتأخير جاء في صالحنا وأؤكد أن جوان 2021 سنكون أهلاً لإحتضان أي تظاهرة رياضية.
ما هي وضعية باقي المنشآت، على غرار حقل الرماية وكذا قصر الرياضة وملعب التنس وغيره؟
صراحة الوزارة تملك جميع التقارير على المنشآت وهم يعرفون عمل اللجنة التنظيمية لألعاب البحر الأبيض في نسختها الـ 19، إذ كنا نترقب زيارة الخبراء شهر مارس المنصرم لأخذ ملاحظاتهم عن باقي المنشآت التي ستكون تحت تصرف الألعاب، لكن غلق الحدود بسبب الجائحة فرض علينا الإنتظار، إلا أننا نعمل على أن تكون كل الأمور جاهزة فالجميع يعمل حتى تكون تلك المنشآت في مستوى الحدث، وعندما تفتح الحدود ستكون هناك دعوة خاصة للخبراء تساعدنا على تصحيح ما يمكن تصحيحه قبل الموعد.
يبدو أن هناك بعض الإتحاديات لم تستجب للجنة التنظيمية، ما صحة الخبر؟
لا ليس كل الإتحاديات فهناك 24 إتحادية تجاوبت سوى إثنان نسعى لإقناعها، قبل ذلك كانت جميع الإتحاديات مغيبة وكأن الأمر لا يعنيها، فقد قمنا بعقد إجتماع معها هنا بوهران وشددنا على أن تكون هي الأخرى الشريك في التنظيم وهو ما أثلج صدور الجميع، فاللجنة التنظيمية للألعاب مسؤولة عن التنظيم وليس عن تحضير الرياضيين، كما أن رأيهم في الجانب التقني يهمنا كثيرًا، ولذا فالأمور مع الإتحاديات وحتى الرابطات الجهوية والهيئات الرياضية أدمجناها، أبواب مقر اللجنة التنظيمية مفتوح للجميع ونسمع لكل الإقتراحات.
يقال أن اللجنة التنظيمية تعاني من بعض المضايقات والإنتقادات ما قولك؟.
بالعكس نحن نستمع لجميع الإنتقادات شريطة أن تكون بناءة وليست الهدامة مثلما نتعرض له في كل مرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحتى من البعض الذين هم محسوبين على اللجنة التنظيمية، لكن تأكد سيدي الكريم أننا لا نملك الوقت لنستمع لتلك الإنتقادات لأننا نعلم مغزاها وأسبابها، عندما نكون على خطأ نعترف بذلك ونقوم بتصحيح الأمور لكن لن نتجاوز حدودنا، أحب أن يتم إنتقادنا عندما نكون على خطأ من أشخاص لهم كفاءات وليس أغراض خلفية أو شخصية، فمجموعتي كلها خريجة المعاهد ورياضيي النخبة وكفاءات لها سمعة تسبقها ولذا فنحن لا نكترث كثيرًا لمثل هذه الأمور لأننا نعمل بشفافية كبيرة وفي نفس الوقت منهمكون في ما هو أهم، ألا وهو السعي لتشريف الراية الوطنية بالتحضير الجيد لهذه الألعاب لما فيها من أهمية كبيرة لصورة الجزائر دوليًا وإقليميًا.
ماذا ستستفيد وهران من بعد هذه الألعاب بغض النظر عن المنشئتين الرياضيتين؟
ليس وهران فقط من ستستفيد بالجزائر، المنشئتين سيكونان تحت تصرف رياضة النخبة، الأندية الجزائرية مثلاً تنفق أموال كبيرة لإجراء تربصات خارج الوطن، اليوم سيكون هناك كل شيء داخل الوطن، وأين؟ بوهران التي ستصبح قطب رياضي وهناك إنعكاسات إيجابية سواء كانت الإقتصادية أو الإجتماعية وحتى السياحية، لنفترض أن زيارة أعضاء من اللجنة الأولمبية الدولية يعجبون بالبنى التحتية لوهران، فهذا سيكون دعم كاف لدخول الجزائر المنافسة لإحتضان أي تظاهرة دولية مهما كان مستواها، ولذا فهذه الألعاب ليست ألعاب وفقط وإنما ترويج كما قلت لقدرات الجزائر وقد أثبتنا ذلك قبل 47 سنة ونحن اليوم جاهزون للتأكيد.
مؤخرًا قمتم بتعيين سليم نجال سفيرًا للألعاب بأوروبا، هل هناك سفراء آخرين تنون تعيينهم؟
نعم عينا سليم نجال لأنه إبن وهران وقليلون من في الباهية من يملكون مشوار رياضي رفيع المستوى مثل سليم على الأقل في رياضة كرة اليد بإستثناء دوبالة وبن جميل، وبما أن سليم يعيش في المهجر قمنا بتعيينه، كما قمنا بتعين “الماجيك” مجيد بوقرة سفيرًا أيضًا كرياضي في كرة القدم، وأيضُا هناك رياضية في السباحة سنكشف عن إسمها مستقبلاً، كل هذا للترويج للألعاب بهؤلاء الرياضيين الذين يملكون تاريخًا حافلاً بالإنجازات.
هل حقًا اشتكيتم في وسائل الإعلام من نقص الدعم المالي، مما صعب من عملكم كلجنة تنظيم؟
كيف لنا أن نتكلم عن الدعم المالي ونحن نعيش أزمة صحية قاهرة، على الأقل في هذه الظروف التي لا تسمح الحديث في هذا الجانب ونحن يوميًا نقف على موتى جراء هذا الوباء، لا أفند تلك الأخبار فأنا لم أصرح لأي وسيلة إعلامية بهذا التصريح، وقد تم ضبط الرزنامة مؤخرًا ووضع ميزانية خاصة للمرحلة القادمة، ولا أظن أنه في المستقبل سنعرف عراقيل.
هناك أسئلة صغيرة نود إجابات مختصرة، هل ينوي سليم يومًا ترأس اللجنة الأولمبية الجزائرية؟
حاليًا أنا هنا على رأس اللجنة التنظيمية للطبعة الـ 19، مستقبلاً لما لا فسيرتي تؤهلني ومشواري الدولي بدأ وان في السن 12.
ما علة السباحة الوهرانية ؟
غيبا الكفاءات المناسبة ففي السابق كانت هناك قاعات قليلة ولكن السباحة الجزائرية كانت تملك سباحين يشرفون الجزائر إقليميًا ودوليًا. اليوم 34 جمعية ولا نملك سوى 3 سباحين في المنتخب الوطني
هل أصبحت هذه الجمعيات ذات طابع تجاري؟
ربما تكنون على حق وربما العكس والأمر لا يقتصر على السباحة فقط
ما تعليقكم على شعار الألعاب الذي لقي انتقاد كبيرًا؟.
ليعلم الجميع أننا عندما عرضنا الشعار الذي جاء في أخر مهلة التي حددت لنا لقي تجاوبًا كبيرًا بل أعتبر رمزًا مناسبًا لأنه “ماسكوت” وعادة ما يكون تصميمه غريبًا مثلما هو الحال للألعاب الأولمبية بريو 2016.
ما هي الأمور التي أنتم بحاجة لها كلجنة التنظيم؟
المجتمع المدني بوهران الذي تركنا نعمل بمفردنا، نحتاج لترويج وتحسيس كبيرين من الآن.
لكم المجال لختم الحوار…
مبروك للجزائر على رعاية اللجنة الأولمبية لألعاب بحر الأبيض المتوسط في نسختها الـ 19، وهو أول نجاح لهذه الألعاب.
ب.نجيب