من بين الرياضات التي قدمت الكثير ولازالت تقدم العديد من الأبطال الذين شرفوا الراية الوطنية في المحافل الدولية ولطالما توجوا بالذهب و رفعوا النشيد الوطني على البوديوم ، نعني هنا رياضة الجودو سواء على المستوى الفردي ام الفرق فالجزائر تعتبر من بين افضل المنتخبات في القارة الأفريقية بالرغم من التراجع في النتائج مؤخرا.
حيث استضفنا في هذا العدد البطل و المدرب رويبط عبد الكريم للحديث عن مشواره الرياضي حيث فتح كل الجراح و عشنا معه ايضاً كلً الأفراح و تقاسمنا معه المشاكل التي تعاني منها رياضة الجودو و الرياضيين حاليا ووقفنا على الأسباب الجلية و الخفية و وقفنا على الحلول و الاقتراحات المنوط العمل بها للنهوض بهذه الرياضة بالرغم من الإمكانيات التي تسخرها السلطات العليا في البلاد للنهوض بكافة الرياضات .
عرف الجمهور الرياضي عنك ؟
اولاً وقبل كل شي نبدأ بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معكم الرياضي و البطل السابق في صفوف المنتخب الوطني الجزائري للجودو رويبط عبد الكريم أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة لشخصي واتمنى ان أكون ضيفا خفيفا عليكم بالرغم ما أحمله في صدري من مشاق و ضغوطات التي تعرضت لها في السابق ، كما يتسنى لي ان انور الجمهور الرياضي كوني مدرب للجودو حاليا .
كيف كانت بداياتك في رياضة الجودو و كيف كان التطور مع الألقاب منذ فئة الأصاغر حتى الاحتراف؟
بدايتي كانت بصفة عفوية بحيث أني انحدر من أسرة رياضية ، و في سن مبكرة لي في سن العاشرة كنت مشاكس بعض الشيء و معروف في الوسط العائلي بصراعاتي و شخصيتي القيادية بحيث قامت والدتي بتسجيلي أنا و اخي في نادي الجودو سنة 1986 مع العلم ان أخوالي كانوا رياضيي نخبة في الجودو كل من موسي مراد و ابن خالتي رابح الزين.
وبعد موسم واحد من دخولي صنف أشبال احتلت المرتبة الثالثة في البطولة الوطنية لصنف الأشبال كما اعتليت البوديوم مرة أخرى في صنف الأواسط باحتلالي المرتبة الثالثة ايضاً في بطولة الوطنية ايضاً و منه كانت الانطلاقة الحقيقة لمشواري الرياضي .
متى تلقيت اول دعوة لتمثيل المنتخب الوطني وً ماهي ابرز المحطات التي شاركت فيها بألوان المنتخب سواءً قارياً او دوليا ؟
في الحقيقة تمثيل المنتخب الوطني هو طموح وهدف كل رياضي وأنا كنت من بين العناصر التي تلقت الدعوة مبكرا حيث كان يتم اختياري منذ صنف الأواسط حيث كنت اذهب معهم في التربصات و التحضيرات لكن لم أقم بالمشاركة في الغالب وكانت اول دعوة لي سنة 1991 ، قمت بالمنافسة في صنف50- 55 كلغ في بطولة غرداية الدولية و بطولة تريتوريو ، أما عن الانطلاقة الحقيقية فكانت سنة 1993 في صنف الأكابر ( جينيور) احتللت المرتبة الثانية
وكنت من بين الأفضل ان لم اقل الأفضل وتم تهميشي ولم يتم توجيه اي دعوة لي حيث كان هناك الرياضي ميريجة عمر أخ رئيس. الاتحادية و البطل السابق محمد مما جعلني اشعر بالظلم وًالحقرة و التهميش في موسم 94 و 95 حققت لقب البطولة في صنف الجينيور و السينيور و كانت الانطلاقة الحقيقية لمشواري الرياضي .
ماهي ابرز البطولات ولماذا لم يسطع نجمك في المنتخب ؟
واصلت السيطرة على البطولة سنة 1996 وواصلوا تهميشي وتم حذفي من القائمة المشاركة في الألعاب الأولمبية.
علما أني كنت وصيف بطل لأفريقيا في بطولة أفريقيا التي أقيمت بدولة جنوب أفريقيا سنة 1996 ، بعدها تحصلت ايضاً على بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ذهبية سنة 1997 إضافة إلى احتلالي المرتبة التاسعة في بطولة باريس لنفس السنة و العديد من البطولات التي بحوزتي مثل ذهبية بطولة أنطاليا بتركيا
و كوني بطل لكن من الطبقة الهشة و الفقيرة اجتماعياً كنت أعاني الظلم و التهميش من قبل رئيس الاتحادية مريجة محمد و عراب ناصر لكي يذهب اللاعب مريجة عمر .
كما سبق وقلت لك إني تعرضت لظلم كبير بحيث كنت البطل سنة 1996 و وصيف بطل أفريقيا وتم استبعادي من المشاركة في الأولمبياد و واصلوا على هذا النحو مما دفعني للمغادرة مبكرا حيث انتقلت إلى فرنسا نهاية سنة 1997 و استقريت هنالك وواصلت مسيرتي الرياضية .
كما أني حائز على ستة ألقاب بطل فرنسا في الدرجة الثالثة ثم بطل فرنسا الدرجة الثانية بعدما سمحوا لنا بالمشاركة و صعدت حتى الدرجة الأولى لكن لم أنافس على اللقب لان القانون الرياضي كان يمنع الرياضيين الاجانب من المنافسة معهم .
انت حاليا مغترب هل انقطعت عن الرياضة امً ان لديك مشروع رياضي هنا ؟
أنا في حياتي لم انقطع ولو مرة عن ممارسة الجودو بحيث تحصلت على العديد من الألقاب حيث حققت لقب البطولة في الدرجة الثالثة في فرنسا ستة مرات لأننا لم يكن يسمح لنا بالمشاركة في البطولة الفرنسية الأولى ، كما لا يخفى عليك أني عدت سنة 1998 وواصلت إلى غاية سنة 2004 وأنا اعتلي البوديوم باحتلالي المرتبة الثالثة في مختلف المنافسات في البطولات الوطنية و كانوا يعيقوا تقدمي وًتم إخراجي في العديد من المنافسات بطرق غير رياضية لمنع تقدمي إلا أني واصلت بعزيمة و إصرار.
وكان هدفي المشاركة في الألعاب الأولمبية سنة 2008 لكن كان لهم رأي آخر و لم استطع بلوغ ذلك جراء العراقيل التي كانوا يضعونها لي وآخرها حذفي من القائمة بسبب الوزن بحوالي 50 غرام مما عجل بغيابي لأسباب صحية إلى غاية سنة 2013 .
حيث عدت ولكن من باب التدريب حيث أشرفت على نادي إتحاد الجزائر للجودو وتحصلت مع فريقي صنف أكابر ( جينيور) على الدوبلي البطولة و الكاس صنف ذكور و إناث و مع الفريق الأول سنة 2013 توجنا بلقب كاس الجمهورية بحيث إني وضعت لمستي التدريبية واستطعت تكوين أبطال.
و لكي أواصل وأقدم ولو ابسط شيء في خبرتي قدمت طلب ان اصبح مساعد مدرب فريق الأكابر للمنتخب الوطني وقوبلً طلبي بالرفض كدليل على مواصلة تهميشي حتى بعدً اعتزالي وكان بطلها هذه المرة المدرب بدر الدين لعزيزي و الرئيس رشيد لاراش و معطي و علي جمعة كلهم تعرضت معهم للحقرة و التهميش بالرغم من ان سجلي كرياضي و كمدرب حافل بالألقاب منذ سنة 2013 إلى غاية سنة 2017 السنوات التي أفنيت فيها عمري من اجل تكوين شباب و تقديم ولو شيء بسيط من خبرتي الرياضية في المجال .
لديك ابن ينشط في البطولة الفرنسية و يحقق القاب ؟ هل تريد منه الالتحاق بالمنتخب الوطني أم تمثيل منتخب الديكة ؟
سنة 2017 تحديدا وبعد المضايقات التي لازلت أتعرض لها قررت العودة إلى فرنسا و أخذت أبنائي معي كل من عبد الجبار و عبد المؤمن، وباشرت في عملية التكوين و التحضير تحت إشرافي فضلا على ذلك أني استخرجت شهادة الدولية كرياضيين جزائريين و بدأوا في المنافسة و بفضل الله منذ مشاركتهم مع الفئات الصغرى باشروا بحصد الألقاب و باسم الجزائر وبإمكان الجميع الاطلاع على مسيرتهم و تتويجاتهم بمجرد ادراج اسمائهم في محرك البحث جوجل.
و ابني الأكبر عبد الجبار كان قد اسأل لعاب الاتحادية الفرنسية التي سعت جاهدة لإدراجه مع المنتخب الفرنسي كونه حققت العديد من الألقاب وكلها بالإيبون ووصفته الصحافة الفرنسية بالموهبة الخارقة إلا اني كنت و لازلت رافضا لتمثيله اي منتخب من غير منتخب بلاده لكن الاتحادية كان لها رأي آخر وًاستمروا في الاستهزاء بنا و تهميشنا .
هل كانت هنالك اتصالات من الاتحادية بهذه الخصوص أم لا شيء يذكر لحد الساعة ؟
في الحقيقة منذ سنة 2019 و أنا أتصل بهم لإدراجه مع المنتخب و لكن كل الردود كانت سلبية و يتحججون بنقص الموارد المالية و عدم القدرة على تسديد التحضيرات و المشاركات الدولية.
و بالرغم من اني حريص واتصل في كل مرة إلى انً الابواب دائما موصدة في وجهي و حرصا مني على التكوين الجيد و تقديم الحافز الرياضي لابني عدت إلى المنافسة من بوابة بطولة المخضرمين لي فيتيرون منذ سنة 2015 حتى سنةً2017 .
وخضت العديد من البطولات و النزالات لكي ازرع عقلية المنافسة و التتويجات في ذهن أولادي و بطبيعة الحال حققت المرتبة الخامسة في بطولة ميامي سنة 2016 وبعدها سنة 2017 قاموا بعرقلتي كالعادة و ضيعت المنافسة في بطولة هولندا ثم في سنة 2019 حققت مرتبة وًصيف بطل العالم وكانت بمثابة الديكليك لأولادي الذين كانوا قد كبروا نوعا ما وبدأو في المنافسات الكبرى .
هل توجد أمور غير رياضية في قضية التحاقه بالمنتخب أم الأمر عادي و يتطلب الوقت فقط ؟
منذ سنة 2019. حينما كان ابني في فئة الأواسط أين حقق 12 ميدالية ذهبية في فرنسا و كان بطل الدوري الفرنسي المستوى الأول بعدها أخذته إلى الجزائر و نافس هناك و توج بطل للبطولة الجزائرية و تم تهميشه ايضا بالرغم من اني كنت مسؤول الرياضين المغتربين وكنت أنا من يستقدم اللاعبين و الأبطال من الخارج للمنافسة مع المنتخب لكن كنت دائما الشخص الغير مرغوب فيه و المهمش بسبب الغيرة و الحسد المنتشرة داخل أسوار الاتحادية و المنتخب الوطني للجودو.
و أنا ابني يدفع ثمن صراعات شخصية لوالده مع مسيري اللعبة في الجزائر و بعض الأعضاء في الاتحاد الدولي للجودو الذين قاموا بحضري عن ممارسة الجودو ل 50 سنة و غلق كل الأبواب أمام ابني من اجل الالتحاق بالمنتخب الوطني لأنهم رفضوا قطعا ان أكون مدربه في نفس الوقت.
و كل هذه لأمور وغيرها من الأمور و الملفات فضلا عن قيامي بالبث المباشر على صفحتي على مواقع التواصل الإجتماعي و نشر كل غسيل الاتحادية مما عجل بالانتقام مني و من ابني وهذا الأمر الذي اعتبره غير عادل فحتى وان كنت أنا شخص غير مرغوب فيه فلماذا يقحمون ابني في الوسط و يحاولون تعطيل مشواره الرياضي مثلما حدث معي في الماضي .
المنتخب الوطني للجودو يشهد تدهورا في النتائج حسب رأيك ماهي ابرز أسباب الفشل ؟
أسباب الفشل جلية و واضحة أولها التسيير الفاشل و سياسة المحاباة في تعين القائمين على المنتخبات و الرياضين و التربصات مما يعود بالسلب على الأداء الفردي و الجماعي بالرغم من المواهب الموجودة و الأسماء التي يمكنها حصد الذهب بأريحية لو توفرت كامل الظروف بالرغم من ان الدولة الجزائرية تقوم بالدعم اللازم و كل شيء متوفر إلا ان النتائج المحققة تؤكد صحة كلامي و خروج العديد من الرياضين في بلاطوهات وبرامج تليفزيونية رياضية نشروا فيها بعض الغسيل و الأمور التي عجلت بتدهور الجودو بالرغم من اني كنت السباق في الحديث عن كل هذا .
هل لديك اقتراحات وحلول لإنقاذ ما تبقى ؟
الحل بسيط بحيث يجب تخليص الجودو من العصابة المسيطرة عليه لان كل شخص يغرد خارج السرب يتم تهميشه وتسليط عقوبات عليه حتى و ان كان رئيسا للاتحادية فمن هم على مستوى اللجنة الدولية سيعرقلون عمله و يشكلون ضغوطا و مشاكل عليه لا يمكنه تحملها وبالتالي تعود إلى سابق عهد و سابق سياسة.
الرياضة في الجزائر على العموم بحاجة إلى تغيير جذري فتجد نفس المشاكل في جميع الرياضات و تجد فئة من الرياضين و المسيرين السابقين من يسيطرون على الوضع حتى وان لم يظهروا للعيان ولم يكونوا لا في الفرق او في الاتحادية فيستطيعون عرقلة كل شيء لان لديهم مفاتيح اللعبة و العلاقات و الولاءات ايضا ومنه الحل الواحد هو يجب فتح تحقيق معمق في جميع التفاصيل العالقة و بث روح ودماء جديدة هدفها خدمة الوطن و الرياضة لا خدمة مصالحهم الشخصية .
آخر كلمة للجمهور الرياضي ؟
أشكركم مجددا على هذه الاستضافة كما أتمنى ان يصلح حال الجودو الجزائري و ان يعود لسابق عهد فمن العار ان تخرج الجزائر دون ميدالية ذهبية في آخر بطولة إفريقية لا على المستوى الفردي او الجماعي مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر و يجب الوقوف مع هذه الرياضة التي لطالما أهدت الجزائر ميداليات و شرفت الراية الوطنية في المحافل الدولية.
وعن قضيتي فأنا حاليا اريد طي هذه الصفحة خصوصا اني تحصلت على شهادة المطابقة في فرنسا و أستطيع العمل كمربي رياضي كما أنهم دفعوني دفعا من اجل التفكير لتغير الجنسيات الرياضية لأولادي و الذين سترى في المستقبل كم سيحقّقون من ميداليات ذهبية لمنتخب غير المنتخب الوطني لكن لا يسعني إلا ان أقول حسبي الله و نعم الوكيل .
بوكعبان عبدو