حمري محمد “أسعى للسيطرة على الملاكمة العسكرية و المدنية”

حمري محمد
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

يقودنا عدد اليوم إلى أحد أبرز الرياضات عبر التاريخ و العالم و التي قدمت رياضيين في المستوى لازال صداهم إلى يومنا مسموع، ألا وهي الملاكمة او ما يعرف بالفن النبيل الذي قدم ملاكمين كبار كالأسطورة محمد علي كلاي و مايك تايسون في الوزن الثقيل   و أمير نسيم  في الوزن الخفيف و عدت أبطال عالميين كما أن للجزائر أبطالا في هذه الرياضة على غرار الراحل مصطفى موسى صاحب اول ميدالية أولمبية للجزائر و البطل العالمي بلحول نجادي و العديد من الابطال في المجال حتى المجال النسوي في الآونة الأخيرة و بروز البطلة ايمان خليف التي حصدت الذهب في أولمبياد باريس الاخير.

أما عن بطلنا الذي توج هو الاخر نهاية السنة الماضية بالبطولة الأفريقية العسكرية للملاكمة و صاحب عديد الإنجازات والبطولات المدنية و العسكرية على حد سواء البطل العالمي و رياضي النخبة إبن الجنوب الكبير حمري محمد الذي سنتناول مسيرته منذ الانطلاقة إلى غاية الطموحات المستقبلية في الفن النبيل.

عرف الجمهور الرياضي عنك ؟

نبدأ بالصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم، السلام عليكم أشكركم على هذه الاستضافة و الالتفاتة الطيبة لشخصي و لمسيرتي المتواضعة معكم البطل و الملاكم حمري محمد في وزن 81 كلغ ملاكم المنتخب الوطني العسكري و المدني.

متى بدأت ممارسة الرياضة و كيف كان تدرجك في المستوى من مبتدئ حتى محترف في الملاكمة ؟

الملاكمة بالنسبة لي ليست رياضة بل أسلوب حياة، بدأت قصتي مع الفن النبيل في سن مبكرة تحديدا في سن 12 سنة اين منذ بداية مراهقتي بمسقط رأسي ببشار مع فريق صقور الصحراء بقيادة المدرب جابر أحمد صاحب الفضل في مسيرتي الرياضية.

حيث بدأت ممارسة الرياضة بشكل دوري بسيط في قاعة بسيطة و بعد مدة باشرنا بالنزالات الودية ومع تطور المستوى أدخلني المدرب في المنافسات و البطولات الولائية ومع كل فوز و تقدم أدرج مع الأسماء المنافسة في مسابقات و بطولات أكبر وبتدرج منطقي.

حيث انتقلت الى المنافسة في البطولة الجهوية ثم البطولة الوطنية وكان تدرج منطقي مدروس من قبل المدرب و المربي جابر أحمد الذي بالرغم من موهبتي و الامكانيات التي كنت اتمتع بها الا انه فضل عدم حرق المراحل وجعلني شغوف بتحقيق نتائج ايجابية و حفزني لرسم اهداف و طموحات مرحلة بمرحلة و ها انا اليوم ضمن قائمة النخبة و أعمل مرحلة بمرحلة و هدف بهدف دون صخب و دون غرور.

كيف كان رد الوالدين عندك دخولك هذه الرياضة؟

هذه هي المرحلة الأصعب في حياة كل رياضي، فانا انحدر من الجنوب و تعلم أن الجنوب لا يزخر بالوسائل و الامكانيات وحتى كرة القدم في الجنوب كانت تعاني قبل بروز فريق بشار جديد أو شبيبة الساورة سنة 2008.

لذلك كل الشباب وبالرغم من الامكانيات الكبيرة التي و المواهب التي شرفت ولازالت تشرف الراية الوطنية الا ان بداياتنا هي الأصعب لان الوالدين الكريمين ليسوا من متتبعي الرياضات كغيرهم من الاباء الذين يعيشون في الجزائر العميقة.

فكان تخوفهم كبير في البداية كون الرياضة هي رياضة قتالية وتحوم الكلام حول بعض الرياضيين الذين عانوا من إصابات عنيفة وغيرها لذلك كانوا معارضين في البداية ومع تقدم الوقت و مباشرتي في البروز و الحصول على الالقاب المحلية ثم الجهوية ثم الوطنية تشكلت لديهم فكرة حول الرياضة على أنها فن نبيل وهناك قوانين تنظم اللعبة و حكام و شروط و العديد من الأطر و منافسات كبيرة على الصعيدين القاري و الدولي.

و بالتي الان يقاسماني أفراحي و احزاني في هذه الرياضة و هم الان فخورين بي كوني اشرف الراية الوطنية في المحافل الدولية.

ما هي الأندية التي لعبت لها؟

مع الأندية لم تكن لي مسيرة طويلة حيث أن بدايتي مع نادي مسقط رأسي صقور الصحراء الذي بدأت معه من الصفر إلى غاية تحقيق الالقاب الوطنية ثم انتقلت الى الفريق العسكري بالتحاقي بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2013 .

حيث بدأت الملاكمة مع فريق الناحية العسكرية السادسة  و تمثيل المنتخب العسكري في المنافسات القارية و الدولية إضافة إلى المنتخب الوطني الجزائري المدني كوني ملاكم في صفوفهم أيضا.

ما هو أول تتويج قاري لك متى و اين ؟

كما سبق و تكلمت معك اني انسان صبور و تعلمت عدم حرق المراحل، فبعد تدرجي التلقائي من بطل ولائي إلى غاية بطل وطني ثم التحاقي بالمؤسسة العسكرية و تمكني من الظفر بمكانة مع ممثلي المنتخب العسكري في المحافل الدولية كانت أول فرصة لي في البطولة الافريقية العسكرية سنة 2015 التي تم تنظيمها او جرت فعالياتها في دولة تونس الشقيقة حيث تحصلت فيها على المرتبة الثانية و الميدالية الفضية إعتليت بها البوديوم دوليا لأول مرة، حيث كان شعور لا يوصف و دافع كبير وحافز لي للمواصلة و العمل على ان افوز بالمرتبة الأولى وجعل النشيد الوطني يدوي في سماء الدول التي تستضيف البطولات.

خضت العديد من المنافسات وتوجت بعديد الالقاب ماهي و ما هو اللقب الذي تحسه مهم في مشوارك؟

هذا الشق الشيق في مسيرتي فيذكرني منذ انطلاقتي حتى وصولي لهذه المرحلة التي حلمت بها طوال عمري فبعد البطولات الولائية و الجهوية و الوطنية، جاء الدور للبروز في المجال العالمي و البطولات الكبرى حيث انه بحوزتي لقبي بطل افريقيا في الملاكمة العسكرية بذهبيتين ونائب بطل العالم في الملاكمة العسكرية أيضا فضلا عن أول اعتلاء للبوديوم في الرياضة العسكرية بفضية و مرتبة الثانية بالبطولة الأفريقية العسكرية للملاكمة بتونس سنة 2015 كما سبق و ذكرت.

كما لدي العديد من الالقاب في البطولات المدنية اذكر منها ميدالية فضية و أخرى برونزية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط و ميداليتين ذهبيتين في البطولة العربية و العديد من الالقاب في دورات و العاب عالمية أخرى أيضا لا يسعنا الحديث في ذكرها كلها،أما عن الأهم في مشواري فهو اللقب الأول لي في البطولة العسكرية التي اسيطر عليها حاليا.

عدت بتتويج جديد مع المنتخب العسكري، حدثنا عن الدورة كيف كانت و كيف عشت التتويج هذا هل التقيت بالسلطات العليا بعد التتويج كيف كان التكريم ؟

البطولة الأفريقية العسكرية الأخيرة بدولة نيجيريا كان لها طعم خاص حيث كانت هنالك صعوبات كبيرة اولها في برمجة المنافسات خصوصا مع تغير الوقت و المناخ مقارنة بالجزائر.

الا انني تمكنت من تجاوز كل العقبات و حققت ميدالية ذهبية أنهينا بها سنة 2024 بتتويجات كبيرة لفائدة الرياضة الجزائرية سواء المدنية من خلال تتويج ايمان خليف و سجاتي و كيليا ذهبيتين و برونزية و الألعاب البارالمبية باحتلال رياضي الجزائر المرتبة الأولى عربيا و افريقيا و ختمناها نحن رياضيي المنتخب العسكري بميداليات ذهبية و غيرها في مختلف الرياضات.

كما لا يخفى عليك الجهود الكبرى التي تم بذلها من قبل قيادات الجيش الوطني الشعبي علينا كرياضيين منتسبين إلى الجيش الوطني و السهر التام على جاهزيتنا لنكون في الموعد خلال البطولات و الحمد لله اننا لم نخيب و كل المجهودات و الأموال المصروفة علينا اتت بثمارها.

كما أنه تنتظرني بطولة عربية عسكرية ستقام في أواخر شهر جانفي بالجزائر اعد من خلالها الشعب الجزائري ان اكون في الموعد و سأسعى للحفاظ على اللقب داخل الوطن.

هل لديك مطالب تتمنى ان تحققها لك السلطات كدعم في مشوارك؟

طلبي بسيط اتمنى من السلطات المحلية بولاية بشار الاعتناء بالرياضات الفردية و الالتفات إليها بحيث ان مدينة بشار ولادة ولدينا أبطال في مختلف الرياضات من العاب قوى إلى ملاكمة الجيدو و غيرها من الرياضات التي تعتبر مهمشة كليا.

حيث اطلب منهم دعم الفرق الهاوية و تشييد قاعات رياضية بمقاييس لابأس بها أي لا اطالب بمقاييس عالمية بحيث تمكنهم من التدرب بشكل جيد و تعطينا نحن أبطال بشار الفرصة لتدريب الشباب و بأكبر عدد ممكن و نعدهم بإخراج نخبة من الرياضيين يشرفون الراية الوطنية مستقبلا.

ما هو اللقب الذي ينقصك و تسعى لتحصيله في قادم المشوار؟

اللقب الذي ينقصني واسعى جاهدا لتحصيله هو اللقب الأولمبي، بحيث كانت لي فرصة و مشاركة في أولمبياد طوكيو كأول تجربة حيث شاركت في صنفي وزن 81 كلغ حققت فوزا في النزال الأول ضد الملاكم الفنزويلي.

ثم واجهت الملاكم الكوبي في النزال الثاني و الذي خسرته بتقييم الحكام و بفارق النقاط ضد الملاكم الكوبي الذي كان بطلا اولمبيا في طوكيو، حيث أسعى حاليا للمواصلة بهذا النسق التصاعدي الايجابي و سأكون عند حسن ظن الاتحادية الجزائرية للملاكمة  و الشعب الجزائري في الأولمبياد القادم بحول الله وقوته.

كلمة اخيرة للجمهور الرياضي ؟

قبل الكلمة الأخيرة بودي أن أجدد شكري لكامل الطاقم الصحفي لجريدة 90 دقيقة على المجهودات المبذولة لإبراز الرياضات و الابطال في جميع التخصصات وهذا الأمر الذي لم نشهده كأبطال من قبل أي اننا كنا نتلقى الإشارة و تسليط الضوء بعد البطولات او أثناء فترة التحضيرات وهذا امر يحسب للطاقم الصحفي لجريدة 90 دقيقة الذي حسب متابعتي البسيطة يوجد تنوع في المادة الاعلامية المقدمة للجمهور الرياضي.

كما اريد شكر الله تعالى على كل شيء و والدي الكريمين و جميع اسرتي و كل من آمن بي و بموهبتي و دعمني في مسيرتي منذ بدايتها كما لا أنسى فضل المؤسسة العسكرية علي في المجال الرياضي و توفير كامل الامكانيات المادية و البشرية و الطبية التي يحتاجها الرياضي للبروز و تقديم افضل نسخة منه في البطولات و احراز الالقاب.

اذن في هذا الصدد يكون المجهود مجهود عام وشامل و كل لقب لي بالنسبة لي هو لقب كل مواطن جزائري، كما اتقدم بجزيل الشكر لكافة الجمهور الرياضي الذي يظل المساند رقم واحد للرياضيين في كافة التخصصات.

بوكعبان عبدو