لم تكن بعثة فريق ترجي مستغانم تنتظر أن تعيش الرعب في رحلة الفريق للمشرية لمواجهة منافس مباشرة على الصعود ،و كان الجميع يتوقع أن تكون مباراة نارية و مثيرة فوق أرضية الميدان و يكون فيها التنافس رياضي بدرجة أكبر بين إحدى عشر لاعب من كلا الفريقين ،الترجي عاش ليلة صعبة قبل المواجهة و تعرض لمضايقات كبيرة قبل و بعد اللقاء.
المضايقات بدأت ليلة المقابلة حيث لم يستطع وفد الترجي أن يقضي ليلته في هدوء بمقر إقامتهم حيث تنقل عدد كبير من أنصار الفريق المنافس للفندق و أشعلوا الألعاب النارية و ظلوا يهتفون و يغنون لغاية الفجر و حرموا لاعبي الترجي من النوم و هناك مجموعة منهم حسب اللاعبين قامت برشق النوافذ بالحجارة و هو ما أثر على تركيز اللاعبين.
بعثة الترجي أكدت لجريدتنا أن المجموعة من الأنصار كان معهم قائد فريق شباب المشرية و هو ما تأسفت له إدارة النادي التي استغربت كل ما حدث.
اللاعبون و بعد قضائهم ليلة بيضاء بمقر إقامتهم تنقلوا في صبيحة اليوم الموالي الملعب بصفة عادية و وجدوا استقبال غير لائق في ظل تواجد عدة غرباء في أرضية الميدان حسب كلام أسرة الترجي الذي سيطر بالطول و العرض على مجريات اللعب و لعب أشبال المدرب عزيز عباس بحرارة كبيرة و سيطروا على وسط الميدان و غلقوا جميع المنافذ على الفريق المحلي الذي تلقى هدف جميل عن طريق قلب الهجوم حاجيب نور الدين الذي حرر زملائه اللذين لم يتوقعوا ما كان سيحدث قبل عشرة دقائق عن نهاية اللقاء .
في بضعة ثواني اختلط الحابل بالنابل و ما هي إلا لحظات حتى اجتاح بعض المناصرين الملعب و اعتدوا على حكام المواجهة و حتى لاعبي الفريق لم يسلموا من الإعتداءات و لولا لطف الله و تدخل قوات الأمن لحدثت الكارثة.
الحكم و بعد توفير الحماية له و دخوله لغرف تغيير الملابس أعلن عن توقيف المباراة و إستحالة إستئناف اللعب في إنتظار قرارات لجنة الانضباط ،الترجي ضمن ثلاث نقاط وزنها من ذهب و جاءت بعرق جبين اللاعبين الذين عادوا سالمين لديارهم و لم يغادروا الملعب سوى بعد المغرب و تم الإبقاء عليهم في الملعب لحمايتهم لغاية خروج الأنصار و عدم وجود أي مناصرين في محيط الملعب.
التشكيلة أفطرت في غرف تغيير الملابس في أمسية رمضانية لن ينساها اللاعبون الذين عاشوا رعب لا مثيل له،تصرفات بعض المخربين و المقربين من الفريق المنافس و في الشهر المبارك ،شهر رمضان الكريم أثارت دهشة وحيرة وفد الترجي الذي تعرضت حافلته للتحطيم و وصل لولاية مستغانم سالما في حدود الساعة الثانية صباحا و وجد الفريق المئات من أنصاره اللذين تنقلوا لإستقبال اللاعبين و الاطمئنان عليهم ،رحلة كادت أن تكلف الفريق غاليا و لن ينساها كل من تنقل للمشرية.
حجازي زكرياء