في خطوة تعكس صرامته وتمسّكه بخياراته الفنية، رفض المدير الفني لمنتخب الجزائر فلاديمير بيتكوفيتش كل المقترحات التي تقدّمت بها بعض الأندية الأوروبية بهدف تأخير التحاق لاعبي “الخضر” بالمعسكر الإعدادي الرئيسي لكأس أمم أفريقيا 2025، المقرر انطلاقه في 15 ديسمبر. وكشف مصدر خاص أن المدرب السويسري لم يُبدِ أي استعداد للتنازل، رغم الضغوط الكبيرة ومحاولات الإقناع المتكررة من عدة أندية كبرى.
مواجهة مباشرة مع غوارديولا
وكان من أبرز الأسماء المطروحة في هذه المفاوضات مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا الذي حاول الإبقاء على المدافع الجزائري ريان آيت نوري حتى يوم 17 ديسمبر، غير أن بيتكوفيتش أغلق الباب تمامًا أمام هذه الطلبات، معتبرًا أن انضباط التحضيرات يمثل أولوية مطلقة في المرحلة المقبلة، خاصة مع حساسية النسخة الـ35 من البطولة الأفريقية التي تحتضنها المغرب من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
موقف صلب رغم قرارات فيفا المربكة
ووجد المدرب الجزائري نفسه أمام وضع معقّد بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سمح للأندية الأوروبية بالاحتفاظ بلاعبيها الأفارقة حتى 15 ديسمبر بدلًا من العاشر من الشهر، في خطوة أثارت استياء منتخبات القارة السمراء ووُصفت بالتمييزية. ورغم ذلك، بقي بيتكوفيتش ثابتًا في موقفه، رافضًا أي تأجيل مهما كان الاسم أو النادي.
معسكر على مرحلتين استعدادًا لمعركة السودان
وتنطلق تحضيرات “الخضر” على مرحلتين؛ الأولى في الجزائر من 15 إلى 19 ديسمبر داخل مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، والثانية في المغرب من 19 إلى 23 ديسمبر، قبل دخول غمار البطولة بمواجهة قوية أمام منتخب السودان يوم 24 ديسمبر ضمن المجموعة الخامسة التي تضم أيضًا بوركينافاسو وغينيا الاستوائية.
انضباط صارم وتعليمات لا تقبل التأويل
وشدّدعلى أن تعليمات بيتكوفيتش للاعبين كانت واضحة: التحاق الجميع يوم 15 ديسمبر دون استثناء، على أن يُسمح فقط لمن يخوضون مباريات يوم الأحد بالانضمام في الموعد ذاته كأقصى حد. وأكد المدرب أنه بحاجة لفترة تحضيرية كاملة تقارب عشرة أيام لضمان الجاهزية الفنية والبدنية قبل بداية المنافسات.
رسالة قوية قبل البطولة
بهذا الموقف الصارم، يوجّه بيتكوفيتش رسالة واضحة مفادها أن التحضير الجاد هو السلاح الأول لمنتخب الجزائر في نسخة ستكون استثنائية من جميع الجوانب، خاصة في ظل المنافسة المنتظرة داخل مجموعة صعبة ووجود ضغوط جماهيرية للمنافسة على اللقب.

