من بين الميادين الشائكة في عالم الرياضة و يعتبر أكثر مجال عرضة للانتقادات في جميع الرياضات، ألا وهو سلك التحكيم و سعيا منا لتنوير جمهورنا الرياضي و تنويع المواضيع في هذه المجالات نستضيف في عددنا هذا أحد المواهب الجزائرية الذي يتألق في سماء الساحرة المستديرة بديار الغربة، وفي ميدان الصافرة حيث يعتبر من بين الأفضل في الرابطة الجهوية لكرة القدم سنتر فال دو لوار، حيث سيثري هذا الحوار بانطلاقته و مسيرته و طموحه في هذا المجال داخل و خارج الوطن مستقبلا.
عرف الجمهور الرياضي عن نفسك ؟
أولا نبدأ بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر طاقم جريدة 90 دقيقة على هذه الالتفاتة الطيبة لشخصي و على كل ما تقدمه للرياضة و الرياضيين داخل و خارج الوطن، معكم الحكم في رياضة كرة القدم بن شعبان عثمان ولدت و نشأت في الجزائر بعدها انتقلت الى فرنسا في سنة 2012 بحيث إستقريت بمدينة أورليون أين واصلت دراستي حتى تخرجي من الجامعة بشهادة ماستر واعمل حاليا في مجال تخصصي بنفس المدينة
متى بدأت الرياضة على العموم وماهي الرياضات التي إستهوتك؟
هذا سؤال و جيه كغيري من الشباب الجزائري كلنا بدأنا ممارسة الرياضة في الشارع ولا صوت يعلو على رياضة كرة القدم في الجزائر حيث اعد من بين الجمهور المتعطش لكرة القدم، كما لا يخفى عليك اني متابع أيضا لمباريات كرة اليد للفريق الوطني او بعض الرياضات في المناسبات الكبرى على غرار الأولمبياد او كأس العالم للريغبي مؤخرا هنا بفرنسا فضلا عن مختلف الرياضات و الأحداث الدولية في كل المنافسات، لكن مباريات المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم تعتبر الوحيدة الغير قابلة للنقاش و لها الأولوية.
كما لا يخفى عليك اني لست من الجمهور المهووس بالبطولة الوطنية لكني اتابع مختلف الأندية الجزائرية واتابع أبرز المباريات مثل الداربي العاصمي المولودية و الاتحاد و الكلاسيكو الجزائري بين بلوزداد و مولودية الجزائر و مختلف المباريات المهمة و الكبيرة في البطولة الوطنية، إضافة إلى متابعة اخبار و مباريات محترفينا و لاعبي المنتخب الوطني الجزائري مع انديتهم عبر مختلف البطولات و المسابقات الأوروبية او الآسيوية او الأفريقية .
هل مارست الرياضة في البلاد ام كل شيء كان في فرنسا؟
هذا السؤال يفتح باب قصة طويلة مع مختلف الرياضات، بحيث كنت مشروع رياضي متعدد التخصصات حيث مارست أكثر من رياضة سواء الجماعية ام الفردية في الجزائر قبل انتقالي إلى فرنسا، حيث مارست اول رياضة كانت ضمن الرياضات الفردية الكاراتي ثم انتقلت الى ممارسة السباحة اين قضيت شطرا رائعا وكانت لي مشاركة في مسابقة ولاية بالجزائر العاصمة اين تحصلت على المرتبة الثالثة في المنافسة ثم إنتقلت إلى الرياضات الجماعية.
حيث مارست كرة السلة بعد انتقالي إلى المتوسطة، بعدها لعبت كرة القدم مع فريق بئر خادم كأخر محطة في البلاد، بعد انتقالي إلى فرنسا قمت برياضة كمال الأجسام تخصص مانس فيزيك لم اداوم طويلا بعدها تحولت إلى السباحة أيضا ثم إلى الملاكمة بحيث لم اداوم ولا مرة على رياضة وحيدة كنت من بين الشباب الفضولي الذي يحب الاستكشاف مما جعلني أمارس أكثر من رياضة كهاوي إلى غاية انتقالي إلى مجال اخر لكنه مسيطر على جميع الرياضات و بدونه لا توجد اي منافسة ولا يتم تحديد اي بطل او فائز الا وهو سلك التحكيم .
كيف دخلت عالم التحكيم؟
دخولي لعالم التحكيم لم يكن وليد الصدفة، حيث أن والدي حفظه الله كان حكما في الجزائر في السبعينيات و حكم العديد من المباريات في المستوى الممتاز لكنه لم يواصل نظرا لطبيعة عمله إضافة إلى كثرة التنقلات.
حيث كان يحكي لنا عن تجربته و كنت معجب بذلك لكني لم افكر على الإطلاق انه سيأتي يوم و اكون من أصحاب الصافرة داخل المستطيل الأخضر خصوصا وأن الفرق جلي بين الجزائر و فرنسا في مجال الاحتراف الرياضي خصوصا في مجال التحكيم بحيث ان الأندية الفرنسية سواء المحترفة او الهواة يقومون بدعوة الأولياء لتسجيل أبنائهم ضمن مجموعة الفريق التي تقوم بتحكيم المباريات و تندرج ضمن سياسة فرنسا في تكوين الحكام.
وهذا الأمر غير متواجد في أرض الوطن بهذه الصيغة التي تمكن الصغار من ولوج عالم التحكيم وعن انطلاقتي جاءت بدافع الصدفة و الفضول حيث كنت اقضي العطلة في الجزائر تحديدا في شاطئ بالون بيتش بالعاصمة اين إشتريت صافرة و كنت اقوم بتحكيم مباريات الشباب في الشاطئ.
بعد مرور وقت من الزمن قررت ولو متأخرا الولوج إلى هذا المجال حيث سألت و بحث عنه هنا في فرنسا و نظرا لالتزاماتي قبلا في الدراسة و بعدها العائلية وجدت انه يمكنني ممارسة التحكيم نظرا لسهولة برنامجه التكويني و عدم أخذه لوقت كبير مما يمكنني من تسوية باقي التزاماتي في اريحية تامة.
كيف كان تدرجك في هذا المجال؟
بعد البحث الدقيق عن كيفية ممارسة التحكيم بدأت اولا بدورة تدريبية نظرية في هذا المجال والتي تخص القوانين التنظيمية للتحكيم لمدة ثلاثة أيام و اكتشفت من خلالها ان جميع من يظن انه يفقه شيء فهو بعيد كل البعد عن ذلك، حيث تعلمنا الكثير وبعدها نمر إلى الجانب التكويني من التربص يخص إدارة عشر مباريات على الاقل لفئة اقل من 17 سنة أو أقل من ذلك وتكون مرفق بمكون رئيسي يقوم بتنقيطك وبعدها تحصل على الموافقة من الرابطة الجهوية لإدارة المباريات تحت شعار فريقك بما اني كنت من بين الحكام التابعين لفريق إتحاد بلدية أوليفي وبعد نجاحي في التربص انطلق مشواري في هذا المجال .
ماهي اول مرة حكمت فيها مباراة؟
اول مباراة لي كانت الموسم الماضي في الدرجة الثالثة من البطولة الولائية ديستريك لان النظام هنا كوننا حكام تابعين لأندية يعمل وفق نموذج الهبوط و الصعود حسب تحصيلك للنقاط للنجاح او الرسوب خلال الامتحانات السنوية.
قلت ان ارتقاء الحكام يكون عبر امتحانات صعود وهبوط في الدرجة كيف ذلك؟
الأمر هنا مغاير عن البلاد حيث أن النظام التأهيلي للحكام في البلاد يكون عبر درجات و امتحانات للترقية عبر كل مرحلة لكن هنا الامتحانات تخضع لنمط الفوز او الرسوب فإذا نجحت فتصعد و إذا رسبت فتهبط الى مستوى أدنى إضافة إلى البداية التي تكون مرهونة مع انتماء فريقك لاي درجة مما سيحدد انطلاقتك الفعلية.
حيث بدأت انا في الدرجة الولائية الثالثة ديستريك د 3 وبعدها قمت بالامتحان النظري زائد امتحان الفيديو فضلا على التنقيط الذي تحصل عليه من قبل الحكم المؤطر الذي ينقطك خلال اشرافك على المباريات بحيث انا في أول موسم لي وبفضل الله تحصلت على المرتبة الأولى وتم ترقيتي إلى الدرجة الثانية حيث بدأت بالتحكيم هذه السنة وكنت مراقب من قبل الحكم المكون في مباراتي الأولى تحصلت على النقاط الكافية في الجانب التطبيقي حيث انتظر في نهاية الموسم الامتحان النظري واذا تحصلت على النقاط الكافية سيتم ترقيتي إلى الدرجة الأولى على أمل المواصلة بنفس النسق و المرور إلى المستوى الجهوي بعدها إلى المستوى الوطني لغاية بلوغ أهدافي و الولوج إلى المحترف في هذا المجال و في أقرب الآجال .
هل تطمح ان تكون حكم دولي مستقبلا؟
الطموح مشروع لكن الواقعية تسبق كل شيء فعلا طموحي ان اصبح حكم دولي و أشارك في أكبر التظاهرات العالمية، لكن الوضع الحالي يسقف طموحي فدخولي المتأخر إلى هذا المجال يحتم علي تسقيف الطموح إلى غاية حكم وطني فأنا حاليا بسن 29 سنة.
وليس لدي الوقت الكافي لبلوغ المستوى الدولي او الفدرالي حيث أن نظام التحكيم هنا في فرنسا كما سبق و اوضحت لك ان نظام الفرق يتوجب دخول شباب في سن الزهور فهناك من هم في سن 12 سنة في فرع التكوين ويفصلهم جزء بسيط على ان يصبح حكما في الرابطة الجهوية فلهم كل المؤهلات و الوقت لبلوغ أقصى حد من الاماني.
عن نفسي أسعى جاهدا لبلوغ هدفي وانا من الأشخاص الذين لا يريدون حرق المراحل واعمل وفق برنامج الهدف المرحلي اي مرحلة بمرحلة حاليا انا على بعد موسمين من الصعود إلى المستوى الجهوي سأعمل جاهدا على ذلك وعلى عدم تضييع الوقت بعدها سينصب اهتمامي لبلوغ المستوى الوطني وبعد ذلك سنرى ان كان هناك فرص استثنائية فسنعمل وفق الموجود.
مستقبلا هل تطمح لان تكون حكم دولي جزائري ام اذا اكملت المشوار فستمثل الجانب الأوروبي؟
الأمر غير قابل للنقاش انا جزائري حتى النخاع وانه لمن دواعي سروري ان امثل بلدي الام بالرغم من تكويني في الخارج، لكن كما سبق وقلت لك بما ان فرصتي في بلوغ مستوى الحكم الدولي او الفيدرالي ضئيلة فان تمثيلي للجزائر سيكون ضئيلا لان الحكم الدولي هو من يمثل بلده انا اعمل بصمت و بجهد واذا كانت هناك فرصة فجوابي من الان نعم بالنسبة للنخب الوطنية الجزائرية دون تردد.
+كلمة اخيرة؟
كلمتي الأخيرة أود أن تكون ضمن الشق التوعوي للظلم و الاضطهاد النفسي الذي يعانيه الحكام نظرا لمجريات المباريات فرسالتي لكل الجمهور الرياضي و اللاعبين و المدربين و كل من له علاقة باي رياضة كانت اريد ان أوضح ان الحكام يخضعون لتربص قانوني و بالرغم من معرفتكم بأشياء الا انكم تجهلون الكثير لذلك لا تعجبهم القرارات المتخذة.
ويوجد جانب اخر ان الحكم انسان كغيره من الانس يمكنه ان يخطئ وايضا نحن نعاني من ضغط المباريات مما يؤثر سلبا على بعض القرارات أيضا، كلمتي هي قبل السب او التحجج او الضرب عند العديد من اللاعبين او الجماهير او غير ذلك أوضح انه حتى في العالم المتقدم و مع تطور التكنولوجيا و الفار تبقى بعض القرارات غير صحيحة لأنها تندرج ضمن اللعبة.
كما لا يفوتني ان اجدد شكري لطاقم جريدة 90 دقيقة على هذه الاستضافة على أمل أن يكون للحوار الصدى المرجو.
بوكعبان عبدو