يعتبر يوسف بلايلي إحدى النجوم الجزائرية الساطعة في سماء الكرة العربية مؤخرا و ذلك بفضل إمكانياته الكبيرة و مهاراته التي تعد قيمة ثابتة لا نقاش فيها ؛ إلى جانب ذلك دوما ما اقترن اسم اللاعب بسلوكات غريبة و قرارات غير مدروسة جعلت مسيرته غير مستقرة كما أنها حرمته من مشوار بطولي في عالم الاحتراف الذي عجز ابن الباهية وهران على مواكبته.
مسيرة غير مستقرة و قرارات غريبة
عرفت مسيرة يوسف بلايلي ارتدادات كثيرة في السنوات الأخيرة ؛ آخرها فسخ عقده مع فريق بريست الفرنسي في وقت غير مناسب سيبقيه بعيدا عن المنافسة إلى غاية فتح فترة التحويلات الشتوية ، رغم بداياته الواعدة منتصف الموسم الماضي و تألقه في المباريات الأولى من البطولة الفرنسية ؛ إلا أن ذلك لن يكون كافيا و عادت ريمة لتكرار عاداتها القديمة.
مثلما سبق و أن اتخذ بلايلي قرارات سابقة كانت غريبة ؛أبرزها فسخ عقده مع نادي قطر في الشتاء الماضي دون معرفة وجهته القادمة قبل أن ينقذه نادي بريست الذي تعاقد معه في نهاية الميركاتو الشتوي ؛ وقبل ذلك كان بلايلي قد أصرّ على الرحيل عن الترجي التونسي متعاقدا مع أهلي جدة السعودي.
ولكنه لم يتأقلم مع الدوري السعودي ليغادر سريعا صوب قطر التي لم يمكث بها طويلا وسط مشاكل كبيرة مع محاميه و الطائي ناهيك عن فشل تجربته مع فريق أنجيه الفرنسي نتيجة عدم قدرته على التأقلم مع أجواء الدوري الفرنسي .
السهام دوما ما تصوب اتجاه محيطه و والده
حسب ما أكده العديد من المقربين من يوسف بلايلي فإن فشل اللاعب في تأسيس مسيرة بطولية على طريقة كبار لاعبي كرة القدم في العالم يرجع بالدرجة الأولى إلى محيط اللاعب الذي يصفه البعض باللامسؤول مما أثر على نفسية اللاعب و دوما ما يقوده إلى متاهات متنافية و عالم الاحتراف.
ناهيك عن تدخل والده في معظم قراراته و عدم التعاقد مع مناجير رسمي يتولى شؤونه رغم الأخطاء و القرارات الساذجة التي ارتكبها عبد الحفيظ بلايلي في وقت سابق منذ التجربة الأولى لمهاجم الخضر في الترجي التونسي إلا أن الدروس المفيدة باتت تذهب في مهب الريح لدى عائلة بلايلي.
العودة إلى البطولة الوطنية اقتراب النهاية …؟
أفادت بعض التقارير الإعلامية على نية بعض الأندية الجزائرية ربط الاتصال بيوسف بلايلي أين اقترن اسمه مؤخرا بنوادي مثل شباب بلوزداد ؛ مولودية و إتحاد الجزائر و هي الفرق الوحيدة في الجزائر القادرة على تلبية مطالب اللاعب المالية كما أوضحت ذات المصادر بأن ذلك سيجعل من بلايلي متاحا للناخب الوطني المحليين مجيد بوقرة مطلع شهر جانفي 2023 تحسبا “للشان”.
لتبقى مثل هذه الأخبار مجرد أقاويل طالما أنها لم تأتي من أي جهة رسمية إلا أنها أثارت جدلا واسعا في الوسط الرياضي الذي كان يمني النفس بمشاهدة بلايلي يصول و يجول في الملاعب الأوروبية خاصة و أن إمكانيات نجم نادي قطر سابقا تسمح له بذلك،معتبرين بأن عودة اللاعب إلى أجواء البطولة المحلية قد يكون بمثابة وشوك نهاية مشوار اللاعب المتوج “بكان” 2019 في سن مبكرة.
التزامات”بابلو”مع الخضر عكس مشواره مع النوادي
لا يختلف اثنان بأن من المحاسن التي قد يتركها يوسف بلايلي خلفه تكمن في العروض الجميلة التي قدمها رفقة المنتخب الجزائري ؛ حيث و منذ التحاق جمال بلماضي بالخضر صار يوسف قطعة أساسية في تشكيلة محاربي الصحراء.
كما أن أداءه مكنه من الاستحواذ على منصب المهاجم الأيسر و التفوق على لاعبين محترفين لا يستهان بهم في صورة ياسين براهيمي و آدم وناس مثلما أضاف إلى رصيده لقبين على مستوى المنتخبات و يتعلق الأمر بتتويجه ببطولة أمم أفريقيا سنة 2019 و كأس العرب فيفا 2021 ليصبح اللاعب الوهراني الأكثر تتويجا متفوقا على أسماء رنانة مثل شريف الوزاني و عبد الحفيظ تسفاوت.
كما تجدر الإشارة بأن لاعب الترجي سابقا كان دائم الحضور في التربصات و المواقع له أي مشاكل مما يطرح عدة تساؤلات حول لماذا لم يتم ذلك مع النوادي التي تقمص ألوانها .
يدافع عن نفسه و يغازل ناديه السابق
وسط كل هذه الضجة التي حدثت خرج البلايلي عن صمته عبر بيان له تم نشره على صفحة الاتحاد الجزائري لكرة القدم نافيا من خلاله كل التهم الموجهة إليه خاصة تلك المتعلقة بالأمور الإنضباطية ؛ مؤكدا بأن عملية فسخ العقد مع ناديه بريست سارت في أفضل الظروف وفق ما تنص عليه القوانين و باحترام كافة البنود التعاقدية بين الجانبين.
مستغربا من تصرف بعض الأطراف التي تحاول تشويه صورته بتزييف الحقائق خاصة مع محيط كرة القدم في الدوري القطري ؛ مضيفا بأنه يكن كل الاحترام و التقدير لناديه القطري السابق و جماهيره التي يبقى ممتنا لها نظرا لما لقاه من ترحيب و تشجيع هناك .
حمزة كحلوش مدرب رديف نادي راسينغ باريس”:موهبة بلايلي وحدها غير كافية في المستوى العالي “
أثنى الشاب الجزائري المقيم بفرنسا و مدرب رديف نادي “راسينغ باريس” على موهبة يوسف بلايلي معتبرا بأن اللاعب يمتاز بإمكانيات هائلة قد تجعله لاعبا متألقا في الدوري الفرنسي شرط أن يرافق ذلك الانضباط و الالتزام الذي يبقى جزء مهم في حياة أي رياضي محترف.
حيث صرح حمزة كحلوش حول هذا الموضوع قائلا :”يوسف بلايلي الموهبة الكبيرة التي لا يختلف عليها اثنان ، و لكن للأسف الموهبة لم تسير مشوارها على أكمل وجهه و يمكن إطلاق عليها الموهبة الغير مقننة يوسف انتقل إلى الدوري الفرنسي و إلى نادي متوسط لكنه فشل في إبراز قدراته أو حتى فرض نفسه أساسيا مع بريست.
و هذا ليس لضعفه ، بل لأشياء أخرى مرتبطة أساسا بالجانب الانضباطي و بمشكلة الالتزام و التكيف مع متطلبات الكرة الفرنسية و المستوى العالي ، و بحكم عملي بالتكوين في فرنسا ،صحيح أن الدوري الفرنسي ليس قويا من الناحية الفنية و الجمالية كباقي الدوريات.
و لكنه دوري يتميز بالانضباط الكروي و يعتمد بالأساس على التكوين القاعدي و معظم اللاعبين ملزمين بالشروط و القواعد التي كانوا قد مروا بها عبر أكاديميات التكوين و هذا ما لا يملكه يوسف بلايلي كما أنه ذات السبب الذي جعل الكثير من لاعبينا المحليين يخفقون في المستوى العالي.
فالموهبة وحدها غير كافية إذا لم يتم الاعتناء بها مند مرحلة التعلم و إلى غاية الوصول إلى فئة الأكابر ، و هذا ما اصطدم به بلايلي عند انتقاله مرتين للدوري الفرنسي سواء مع أونجي أو بريست.
لأنه هناك قاعدة تقول أن كل لاعب يلتحق بعالم الكرة و يتم قبوله فهو موهبة ، و لكن لكي تصبح فعالة لابد أن تكون مرفوقة بالتكوين السليم من حيت الصفات البدنية ؛ المهارات الفنية و المكتسبات التكتيكية”.
” سن بلايلي يفرض عليه أن يكون مسئولا على كل تصرفاته “
و واصل التقني ذوي الأصول الجزائرية و المحلل بقناة “فرانس 24 ” حديثه بخصوص فشل بلايلي في الاستقرار و تغييره النوادي في ظرف وجيز حيث أضاف قائلا :”حسب رأيي مشكلة يوسف الحالية هو تأثره بالنجومية و بروزه اللافت مع المنتخب.
فنحن نتكلم عن لاعب في سن الثلاثين ؛فرغم ضعف تكوينه و متابعته النفسية منذ بداية تعلمه الكرة لكنه يبقى لاعب ذو خبرة اكتسبها من سنواته الطويلة مع الكرة كانت من المفروض تجعله يتجنب بعض الأخطاء و يتجاوز الكثير منها و يكون تصرفه احترافي و حكيم للاعب بلغ من العمر عتيا في ميدان كرة القدم .
و لكن يوسف في كل خرجة يثير جدلاً بتصريحاته الغريبة و اللامسؤولة ؛و آخرها مع الصحافة القطرية و ما صرح به عن الفرق القطرية ؛ فلاعب في هذا العمر و في هذا المستوى عليه أن يكون حريصا على كل كلمة يتفوهها.
ثم هناك أمر آخر و هو الانضباط و الالتزام مع الفرق و هو جانب دوما ما تخلف فيه اللاعب مما جعل الفرق تتذمر و تعترض لخرجاته و تصرفاته الغير مسؤولة و التي دائما تكون السبب الرئيسي في الوصول إلى طريق مسدود و بعدها يأتي الطلاق بينه و بين فرقه التي لعب لها .”
“لعب الشان قد يساعده في إعادة بعث مشواره مع النوادي “
و ختم المتحدث تصريحاته حول مستقبل بلايلي بعد أن صار بدون فريق لاسيما و أن اسم اللاعب اقترن ببعض الأندية الجزائرية حيث علق حمزة كحلوش مضيفا :”هي تبقى أخبار من هنا و هناك عن رغبته آو تلقيه بعض العروض من الجزائر أو حتى دول الخليج.
وأنا أرى أن أفضل إختيار له هو الدوري الجزائري ؛ بحكم أنه خريجه و تألق فيه سابقا و يعرف كل خباياه ؛ كما أنه سيجد نفسه في فرق يمكنها التصرف جيدا مع عقليته و التي هي تقريبا نفس عقليات اغلب لاعبي البطولة ؛ كما أن فرق مثل شباب بلوزداد أو مولودية الجزائر يمكنها توفير متطلبات يوسف و فيها تنافسية على المستوى المحلي و القاري.
مثلما قد تساهم في عودة مستواه الذي لم يكن مميزا في آخر تربص للمنتخب و المترتب عن المرحلة الصعبة التي يمر بها مؤخرا من تجربته الغير ناجحة مع بريست كما سيمنح له الفرصة للمشاركة في شان 2023 بالجزائر و لما لا إعادة بعت مشوار يوسف و تفجير ما تبقى من موهبته مع المنتخب في قادم التحديات لأن موهبة يوسف تستحق الأفضل و لو كانت في بيئة مناسبة لكان حديث الكرة العالمية و ليس القارية فقط .”
إبراهيم بوسحابة”غياب التكوين القاعدي الصحيح خذل العديد و منهم بلايلي “
يعتبر لاعب شباب بلوزداد مولودية وهران و وداد تلمسان سابقا إبراهيم بوسحابة أحد اللاعبين الذين نشطوا بجنب يوسف بلايلي أيام بداياته في البطولة الوطنية حيث تحسر على تضييع اللاعب لمسيرة احترافية كبيرة و في نفس الوقت متفهما الوضع الذي في نظره يرجع إلى افتقار اللاعب إلى تكوين احترافي و هو ما بات معضلة تعرقل مسار أغلب لاعبي البطولة الوطنية لما يتنقلون للخارج.
حيث أدلى ابن مدينة تلمسان بالتصريح الآتي : “حصل لي الشرف أن لعبت مع بلايلي لفترة ستة أشهر كما كنا غالبا ما نتقاسم غرفة الفندق لما كنا سويا في مولودية وهران وقتها كان اللاعب صغيرا في السن إلا أن إمكانياته تجاوزت عمره و مستوى البطولة المحلية مما جعلنا نتنبأ له بمشوار كبير.
إلا أن هناك أمور جعلت منه يمر على هامش مسيرة عالمية على مستوى النوادي و من يقدر تفسير ذلك هو اللاعب نفسه ؛ إلا أنه بحكم اطلاعي على بعض خبايا كرة القدم و تجربتي فيها أرى بأن السبب رقم واحد في تدبدب مشوار اللاعب يعود إلى غياب التكوين القاعدي الاحترافي .
فجل لاعبي البطولة الوطنية يعانون من هذا المشكل ما جعل غالبية تجاربهم الخارجية غير ناجحة باستثناء اللاعب سليماني و لاعبي نادي أتليتيك بارادو الذين يملكون هذه الميزة جراء تكوينهم الصحيح.
فعندما يتلقى اللاعب بعض القواعد و التعليمات منذ مرحلة النمو يسهل عليه دخول عالم الاحتراف و عكس ذلك سيجد صعوبة كبيرة في التكيف معه .
لذلك يجب إعادة النظر في سياسة التكوين ؛ كما أود أن أعرج على نقطة إيجابية للاعب و هو قوة شخصيته فمن عاد بعد توقف سنتين أكيد أنه سيعرف كيف يتخلص من هذه الوضعية و سيكون قادرا على النهوض مجددا .”
رشيد بلعربي إعلامي رياضي :”بلايلي ضيع مسيرة ماجر و اختار مشوار بلومي “
بحكم معرفته للاعب منذ أن كان صبيا و علمه بالعديد من الخبايا حول مسيرة و محيط بلايلي شبه الإعلامي المخضرم رشيد بلعربي مسار ابن وهران بنفسه الذي مر عليه لخضر بلومي متأسفا على إضاعته لمشوار حسب رأيه كان بإمكانه أن تكون على طريقة رابح ماجر أو أكثر و ذلك بسبب سوء الاختيار و اتخاذ قرارات عشوائية من طرف اللاعب و والده في نفس الوقت.
حين صرح بلعربي قائلا :”دعني أصنف مسيرة بلايلي ضمن إخفاقات القرن 21 في سماء كرة القدم الجزائرية أمر مؤسف ما يحدث اللاعب الوهراني الأكثر تتويجا بالألقاب متجاوزا طاهر شريف الوزاني عبد الحفيظ تسفاوت و علي بن حليمة.
و عدم حفظه الدروس جيدا من تجاربه السابقة و هذا كله نتيجة جلساءه و المقربين منه ناهيك عن طمع والده الذي يعتبر المسؤول رقم واحد في خياراته عبد الحفيظ يجب يعلم بأن ابنه لا يزال أمامه الكثير من السنوات لتقديم مستويات كبيرة خاصة في عصر التكنولوجيا و الوسائل المتطورة التي باتت تسمح للاعبي كرة القدم بالإسترجاع سريعا مما أجل سن التقاعد إلى غاية الأربعينيات.
و عليه الإدراك أنه لتسيير مشوار لاعب يجب مراعاة أولا أسلوب الحياة على المدى القريب و البعيد و الذي يجب أن يتطابق مع الاحترافية في كل شيء ؛ أظن بأن جمال بلماضي كان قد لخص مشوار اللاعب في جملة عندما صرح بأن لو امتلك بلايلي نفس ذهنية ماندي لرأيناه في البطولة الإنجليزية أو الاسبانية “.
و بخصوص تداول بعض المصادر الإعلامية حول إمكانية اللاعب العودة إلى البطولة الوطنية علق الإعلامي بلعربي قائلا :” لقد سمعت هذه الأخبار و التي من الممكن أن تكون قريبة إلى الصحة ؛ فمثلما ذكرت آنفا نفس الأشخاص يحاولون تغليط اللاعب بخدعة مفادها أنه بإمكانه اللعب لمدة خمسة أشهر فقط في البطولة الوطنية و بعدها الإلتحاق بإحدى النوادي الأجنبية.
إلا أن ذلك يبقى ممنوعا قانونيا من طرف الفيفا التي لن ترخص بأكثر من إجازتين في العام الواحد و هذا ما يدل على سذاجة القائمين على شؤونه الذين يعبثون بمسيرة موهبة كان بإمكانها السير على خطى رابح ماجر إلا أنها فضلت أخذ اتجاه لخضر بلومي”.
إعداد : سيدي محمد