يُنتظر أن يُعلن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، مساء اليوم الخميس، عن قائمة المنتخب الجزائري الخاصة بتربص شهر نوفمبر، الذي يتضمن مباراتين وديتين بالمملكة العربية السعودية أمام منتخبي زيمبابوي والسعودية. وتُعدّ هذه القائمة، وفق المؤشرات، النسخة شبه النهائية لتشكيلة “الخضر” التي ستشد الرحال إلى المغرب شهر ديسمبر المقبل، لخوض غمار كأس أمم إفريقيا 2025، في رحلة يسعى من خلالها المنتخب لاستعادة مجده القاري وتكرار إنجاز مصر 2019.
ورغم الترقب الكبير من الجماهير، إلا أن فرص المفاجآت في التشكيلة تبدو شبه معدومة، خاصة في ظل غياب لاعبين من “المدرسة الأوروبية” ومواليد الجيل الجديد، ما يجعل عودة بعض الأسماء الغائبة عن التربص السابق الحدث الأبرز في قائمة نوفمبر.
وجوه جديدة محتملة
من بين الأسماء التي قد تُوجَّه لها الدعوة، يبرز اسم بن قارة، لاعب فريق رديف بوروسيا دورتموند، المنحدر من مدينة قسنطينة، حيث يرغب بيتكوفيتش في وضعه تحت المجهر لقياس إمكانياته الحقيقية ضمن أجواء المنتخب الأول. ومع ذلك، تبقى مشاركته الرسمية أمرًا مستبعدًا، بالنظر إلى محدودية خبرته في المستوى العالي.
عودة الركائز بعد التعافي
القائمة المرتقبة ستشهد أيضًا عودة قوية لعدد من الركائز بعد تعافيهم من الإصابة، في مقدمتهم ريان آيت نوري، إسماعيل بن ناصر ويوسف عطال، الذين يُعدّون من الأعمدة الأساسية في تشكيلة “الخضر”. بالمقابل، فإن غياب أسماء مثل سعيد بن رحمة ورامز زروقي وآدم زرقان عن هذا التربص سيعني عمليًا استبعادهم من قائمة كأس إفريقيا.
ثبات في حراسة المرمى ومنافسة في الوسط
ويُتوقّع أن يحتفظ بيتكوفيتش بالثلاثي لوكا زيدان، ألكسندر قندوز، وأحمد بلبوط في مركز حراسة المرمى، وهم الأقرب لحراسة عرين المنتخب في العرس القاري. أما في بقية الخطوط، فستبقى المنافسة مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة، إذ ما زال المدرب يزن خياراته في وسط الميدان بين حسام عوار وإبراهيم مازة، بينما يطرح غياب بوداوي تساؤلات حول مدى جاهزية بن ناصر لتحمل الدور الدفاعي.
بيتكوفيتش.. الحذر عنوان اختياراته
منذ توليه قيادة المنتخب الجزائري، عُرف بيتكوفيتش بأنه مدرب واقعي لا يميل إلى المغامرة، ويُفضّل الاستقرار على المجازفة. واستبعاده لبعض الأسماء لم يكن لأسباب فنية بقدر ما هو جزء من رؤية تكتيكية واضحة المعالم، إذ يُفضل الحفاظ على انسجام المجموعة بدل خلط الأوراق بتجارب جديدة.
وقد بدأ التحضير الفعلي لكأس أمم إفريقيا، حسب المتابعين، منذ مواجهة أوغندا في تيزي وزو، حين ثبّت المدرب بلغالي كظهير أيمن، ومنح ثقته الكاملة للحارس لوكا زيدان، إضافة إلى تأكيده على إمكانيات الشاب إبراهيم مازة في خط الوسط.
بروفة نهائية قبل “الكان”
ومن المنتظر أن تعكس مباراتا زيمبابوي والسعودية الملامح شبه النهائية للتشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها بيتكوفيتش في البطولة القارية، خصوصًا في ظل ضيق الوقت وقلة الفرص لتجريب عناصر جديدة. وتبقى أبرز علامات الاستفهام في الهجوم، حيث يعيش رياض محرز والحاج موسى فترة تألق لافتة، مما يجعل المنافسة على المراكز الأمامية مفتوحة حتى اللحظات الأخيرة.
وبين التحضيرات المكثفة والاختيارات الحذرة، يدخل المنتخب الجزائري مرحلة الحسم نحو “مونديال القارة السمراء” بعينٍ على اللقب، وأملٍ في استعادة البريق الذي غاب منذ مجد القاهرة سنة 2019.

