خيارات بوقرة تهدد إقصاء الخضر مبكــرًا من كأس العرب 2025”

593016617_1397772829026251_3600807756190700360_n
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

دخل بوقرة مواجهة السودان بتوليفة ضمت أسماءً مثيرة للجدل منذ إعلان قائمة الـ23 لاعبًا. فبينما اعتبر البعض أن التشكيلة الأساسية نفسها لم تكن سيئة، إلا أنّ الإشكال الحقيقي يكمن — وفقًا للنقاد — في نوعية اللاعبين الذين تم استدعاؤهم أساسًا، إذ ضمّت عناصر غير جاهزة بدنيًا ولا فنيًا، وهو ما ظهر بوضوح على أرض الميدان. الحلايمية بدا تائهًا في الرواق الأيمن، بن زية غير موجود تقريبًا في الوسط، أما آدم وناس فكان قمة الخيبة، أداءً وانضباطًا، قبل أن يضاعف معاناة الخضر بطرده القاتل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، الأمر الذي خلط أوراق بوقرة وفتح الباب أمام سيطرة سودانية كاملة في النصف الثاني من اللقاء.

السودان قوي… والجزائر غير موجودة

على عكس ما كان متوقعًا، لم يجد “محاربو الصحراء” مساحات ولا فرصًا أمام منتخب سوداني منظم وصلب، أظهر قدرات بدنية كبيرة جعلته الند الأقوى طوال فترات اللقاء. ورغم وجود فرص قليلة للتسجيل عبر بولبينة وبركان، إلا أن الرعونة في الإنهاء وتألق الحارس السوداني ساهما في بقاء النتيجة صفرًا على لوحة الملعب.وبعد الطرد، انقلبت المباراة رأسًا على عقب. فأصبح المنتخب السوداني المستحوذ والمبادر، بينما تراجع المنتخب الجزائري بلا حول ولا قوة، مكتفيًا بالدفاع عن مرماه.

تغييرات… ولكن بلا روح ولا أثر

في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قام بوقرة بإقحام ثلاثي الخبرة: إسلام سليماني، يوسف عطال، وأمير سعيود. لكن المفاجأة الكبرى كانت في أن الثلاثة ظهروا بوضوح غير جاهزين بدنيًا، بل وحتى ذهنيًا، ما جعل وجودهم بلا تأثير تقريبًا.سعيود كان يخضع للعلاج في “سبيتار” قبل البطولة، وعطال بعيد عن مستواه منذ مدة، وسليماني يعيش فترة فراغ على الصعيد التنافسي. وهنا، يعود اللوم — كما تقول الجماهير — إلى بوقرة نفسه، الذي فضّل أسماءً مريضة أو غير جاهزة على حساب عناصر أكثر جاهزية ونشاطًا.

سيناريو الإقصاء يتقدم… والوقت يداهم بوقرة

بعد هذا التعادل المخيّب، أصبح المنتخب الجزائري مطالبًا بالفوز ولا شيء غير الفوز أمام البحرين ثم العراق، وهما مواجهتان لن تكونا سهلتين على الإطلاق. أي تعثر جديد قد يلقي بالخضر إلى دوامة الحسابات المعقدة، وربما إلى الخروج الصادم من دور المجموعات.ورغم حديث بوقرة عن ثقته في لاعبيه وإشادته بالمردود “المقبول” أمام السودان، إلا أن أغلب المتابعين يرون أن المدرب أصبح مطالبًا بتغيير أفكاره قبل أن يتغير مسار المنتخب إلى الأسوأ.

هل تنقذ الأسماء العائدة ما يمكن إنقاذه؟

يأمل بوقرة في استعادة لاعبين غابوا عن مباراة السودان، وأبرزهم ياسين براهيمي. لكن هذه العودة ليست مطمئنة للجميع، خاصة وأن براهيمي يأتي من إصابة أعلن ناديه الغرافة أنها ستبعده 15 يومًا قبل انطلاق البطولة. ومع ما قدمه الثلاثي سليماني–عطال–سعيود، يخشى الجمهور أن يصطدم المنتخب مع لاعب “غير جاهز جديد”.ويبقى الحل الوحيد لإنقاذ مسار الجزائر في البطولة هو انتفاضة جماعية من اللاعبين، مع رفع مستوى اللياقة والتركيز، إضافة إلى تصحيح أخطاء بوقرة في التشكيل والتغييرات، قبل أن يتلقى المنتخب ضربة موجعة تهدم آماله مبكرًا.

منتخب في مفترق طرق

تبدو الجزائر اليوم أمام واحدة من أصعب لحظاتها في بطولات العرب. بين انتقادات لاذعة، وخيارات غير واضحة، وأداء متذبذب، يقف “الخضر” عند مفترق طرق مفصلي:
إما أن يصحّح بوقرة أخطاءه ويعيد الروح للفريق…
أو أن يتحول حلم المنافسة إلى كابوس إقصاء مبكر لا يغتفر.