شهد ملعب 8 ماي 1945 بسطيف في لقاء أمس مشهدًا مؤلمًا لا يمت بصلة إلى الروح الرياضية، حين غادر مدافع وفاق سطيف هواري فرحاني أرضية الميدان متأثرًا بشدة بعد تعرضه لشتم شخصي طال والدته من بعض الجماهير الحاضرة لحظة صمت ثقيلة خيّمت على الملعب، وسط ذهول زملائه وارتباك الطاقم الفني، لتفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود الانفعال الجماهيري، ومتى يتحول التشجيع إلى إساءة تمس الكرامة الإنسانية.
فرحاني، الذي حافظ على مكانته في التشكيلة رغم الجدل الفني، لم يتحمل وقع الكلمات التي تجاوزت النقد الرياضي إلى الطعن في العرض، فاختار الانسحاب من الميدان في مشهد يعكس حجم الألم النفسي الذي تعرض له الواقعة أثارت موجة تضامن واسعة داخل البيت السطايفي، حيث عبّر عدد من اللاعبين عن دعمهم الكامل لزميلهم، فيما يُنتظر أن تُصدر إدارة النادي موقفًا رسميًا يُدين ما حدث، ويُعيد ضبط العلاقة بين المدرج والميدان.
ما حدث لا يمكن تبريره تحت أي ظرف فمهما كان مستوى اللاعب أو مردوده، يبقى الاحترام واجبًا، والكرامة خطًا أحمر لا يُمس كرة القدم لعبة مشاعر، نعم، لكنها لا يجب أن تتحول إلى ساحة تصفية حسابات شخصية أو تفريغ شحنات عدوانية.
الأنصار هم نبض الفريق، وهم من يصنعون الأجواء ويمنحون اللاعبين الدافع، لكن حين يتحول التشجيع إلى شتم الأمهات، فإننا نكون قد فقدنا البوصلة الأخلاقية، وآن الأوان لاسترجاعها قبل أن نخسر ما هو أثمن من النقاط… الإنسانية.