تتجه الأنظار هذا الجمعة إلى ملعب بن عبد المالك رمضان، حيث يستقبل فريق مولودية قسنطينة نظيره نادي التلاغمة، في مواجهة تُعد أكثر من مجرد مباراة في بطولة القسم الوطني الثاني هواة – وسط شرق. اللقاء يحمل في طياته رهانات فنية ونفسية كبيرة، خاصة بالنسبة لأصحاب الأرض الذين يبحثون عن أول فوز منذ أربع جولات، بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة وضغط جماهيري متزايد.
سليماني: “فوز واحد… ولن يُوقفنا أحد“
رئيس النادي إلياس سليماني خرج بتصريحات قوية قبل اللقاء، أكد فيها أن مواجهة التلاغمة ستكون نقطة التحول الحقيقية في مسار الفريق هذا الموسم وقال: “أؤمن أن انتصارا واحدا فقط سيُحرر اللاعبين نفسيا، ويعيدهم لمستواهم الحقيقي. لدينا تشكيلة قوية يشهد المنافسون بجودتها، والمواجهة أمام التلاغمة هي محطة الانطلاق.”
أداء مقنع… وغياب الفعالية
رغم النتائج السلبية، يُجمع المتابعون على أن الموك يُقدم أداءً مقنعًا في معظم الخطوط، باستثناء الفعالية الهجومية التي لا تزال غائبة. الفريق سيطر على مجريات لقاء جمعية الخروب الأخير، لكنه اكتفى بالتعادل، ما جعل النقطة تبدو بطعم الخسارة، خاصة بعد فوز شباب برج منايل الذي ضيّق الخناق على الموك في سلم الترتيب. المدرب عبد الكريم لطرش يُدرك حجم التحدي، ويُراهن على التعديلات التي أجراها في الخط الأمامي، وعلى عودة بعض العناصر الأساسية، من أجل فك شفرة الدفاعات المنافسة.
عودة بناي وكركار… وغيابات مؤثرة
الطاقم الفني استعاد خدمات الثنائي بناي وكركار، بعد تعافيهما من الإصابة، ما يُعزز خيارات وسط الميدان، ويُعيد التوازن إلى منظومة اللعب. في المقابل، سيغيب كل من نايت سالم، بهلول، وبتشين بداعي الإصابة، ما يُجبر المدرب على إعادة توظيف بعض العناصر في مراكز غير معتادة. كما قررت الإدارة، بالتشاور مع الطاقم الفني، إقصاء اللاعب عقار نهائيًا من الفريق لأسباب انضباطية، في خطوة تؤكد تمسك النادي بمبدأ الالتزام داخل المجموعة.
دعم مالي… وثقة السلطات
الرئيس سليماني كشف عن تلقي الفريق دعمًا ماليًا مهمًا من السلطات المحلية، بقيمة تقارب خمسة ملايير سنتيم، معتبرًا ذلك دليلًا على الثقة في مشروعه الرياضي. وقال: “المسؤولون يعلمون أنني رجل خدام لا أبحث عن مصالح شخصية، وكل ما أقدمه هو بدافع الغيرة على الألوان.”
لكن الإشكال يبقى في غلق حساب النادي، ما يمنع الاستفادة من المبلغ في الوقت الحالي، ويُعيد طرح قضية التسيير المالي في الأندية الجزائرية.
الأنصار… وقود المرحلة
الأنصار يُعلّقون آمالًا كبيرة على لقاء التلاغمة، ويأملون أن يكون نقطة التحول في مسار الفريق، خاصة بعد وقفتهم الصادقة في اللقاءات السابقة، رغم النتائج المتذبذبة. سليماني وجّه لهم رسالة مباشرة: “بارك الله فيكم، لقد برهنتم أنكم رأس مال الفريق الحقيقي، وموعد الانطلاقة سيكون أمام التلاغمة إن شاء الله.”
التلاغمة… خصم عنيد في توقيت حساس
نادي التلاغمة يُعد من الفرق العنيدة هذا الموسم، ويملك عناصر قادرة على قلب الموازين، ما يجعل المواجهة صدامًا حقيقيًا بين طموح التدارك لدى الموك، ورغبة الضيوف في تثبيت موقعهم في جدول الترتيب. الحذر سيكون سيد الموقف، لكن الموك لا تملك خيارًا سوى الفوز، إذا أرادت الحفاظ على حظوظها في المنافسة.
ب/عبد المالك
