يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب وسط أجواء مشحونة بالحذر والترقّب، في ظل استمرار تأثير الخروج المبكر من الدور الأول في آخر نسختين، وهو ما يجعل المشاركة القادمة اختبارًا حقيقيًا لقدرة “الخضر” على استعادة توازنهم الذهني قبل الفني.
ويشارك المنتخب الجزائري في النسخة الـ35 من كأس الأمم الأفريقية ضمن المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية، والسودان، حيث سيخوض مبارياته على ملعب المولاي الحسن بالرباط، بداية بمواجهة السودان يوم 24 ديسمبر، قبل لقاء بوركينا فاسو ثم غينيا الاستوائية.
ومنذ التتويج القاري سنة 2019 بمصر، يعيش المنتخب الوطني فترة تذبذب واضحة في المسابقة الأفريقية، بعدما فشل في تجاوز الدور الأول في نسختي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023، مكتفيًا بنتائج سلبية أثرت بشكل كبير على صورة الفريق وثقة الجماهير.
بداية حاسمة لتفادي السيناريو الأسود
يُجمع متابعو الشأن الكروي المحلي على أن المباراة الافتتاحية أمام السودان ستكون مفتاح مشاركة “الخضر”، إذ إن أي تعثر مبكر قد يعيد إلى الأذهان سيناريوهَي الكاميرون وكوت ديفوار، ويضاعف الضغط على اللاعبين في بقية المشوار.
ويراهن الطاقم الفني الجديد بقيادة المدرب الصربي فلاديمير بيتكوفيتش على دخول قوي في المنافسة، مع التركيز على الجانب الذهني، الذي بات عاملًا حاسمًا في مشوار المنتخب خلال السنوات الأخيرة.
مرحلة جديدة بأسماء جديدة
تشهد قائمة المنتخب الوطني حضور عدد معتبر من اللاعبين الجدد الذين سيشاركون لأول مرة في كأس أمم أفريقيا، إلى جانب عناصر خبرة مثل رياض محرز، عيسى ماندي، ورامي بن سبعيني، في محاولة لتحقيق التوازن بين الطموح والشخصية داخل المستطيل الأخضر.
وتسعى الجزائر من خلال هذه التركيبة إلى طي صفحة الإخفاقات الأخيرة، والعودة إلى لعب الأدوار الأولى في القارة، خاصة بعد المؤشرات الإيجابية المسجلة في الفترة الأخيرة على مستوى النتائج والاستقرار الفني.
جماهير متخوفة ولكن مترقبة
ورغم تجدد الآمال مع تغيير الجهاز الفني، لا تزال الجماهير الجزائرية تتعامل بحذر مع المشاركة المرتقبة، مطالبة اللاعبين بتأكيد أحقيتهم في تمثيل المنتخب، وعدم تكرار الأخطاء التي كلفت “الخضر” خروجًا مبكرًا في آخر نسختين.
وفي ظل احتضان المغرب للبطولة، ووجود منافسين لا يُستهان بهم، تبدو مهمة المنتخب الوطني معقدة، لكنها تبقى في المتناول إذا ما نجح اللاعبون في تجاوز الضغط النفسي والدخول بقوة منذ اللقاء الأول.
المنتخب الجزائري يدخل “كان” المغرب وعينه على استعادة الثقة قبل النتائج، وإثبات أن ما حدث في السنوات الماضية لا يعكس القيمة الحقيقية لكرة القدم الجزائرية، في انتظار أن يقول الميدان كلمته.

