من بين الرياضات التي لا تلقى الضوء اللازم خصوصا مع المردود المقدم في البطولات العالمية و الالقاب المحققة التي تشرف بها الجزائر نجد الفريق الوطني للهوكي المتوج حديثا بدورة بالولاية المتحدة الأمريكية تحديدا بمقاطعة ميامي، حيث كان لنا اتصال مع المدرب و قائد الفريق الوطني هارون ليتيم الذي خصنا بهذا الحوار الشيق الذي تبادلنا فيه أطراف الحديث عن مسيرته الرياضية ثم توظيف خبرته في المجال لصالح المنتخب الوطني و اخيرا حصد الالقاب وتشريف الراية الوطنية، حيث يسعى الطاقم الاعلامي لجريدة 90 دقيقة كالعادة لتقديم محتوى رياضي لقرائه الأوفياء و تسليط الضوء على كل كبيرة وصغيرة تخص النوادي و الأندية و المنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات.
كيف كانت بداياتك مع هذه الرياضة وكيف اخترتها خصوصا انها من بين الرياضات الغير معروفة وطنيا؟
اولا وقبل كل شيء اشكركم على هذه الاستضافة و البادرة الحسنة من قبلكم بطرق باب رياضة للهوكي على الجليد و الذي اعتبره دعم من قبلكم خصوصا و اننا لا نحظى باهتمام اعلامي بالرغم من المجهود المبذول، معكم ليتيم هارنود جزائري ولدت بديار الغربة من ابوان جزائريان، بدايتي مع هذه الرياضة كانت عبارة عن حب من اول نظرة حيث أعجبت كثيرا بها وكنت مصمم على ان ألج لهذه الرياضة.
قلت انها كانت حب من اول نظرة كيف ذلك؟
حقيقة الأمر انه عندما كنت صغير و تحديدا سنة 1988، شاهدت مباراة للهوكي على الجليد كانت مباراة متلفزة عن أولمبياد كندا سنة 1988 حيث أعجبت كثيرا بهذه الرياضة وقلت لوالدي اني اريد ممارسة هذه الرياضة، فكان ردهما بالضحك خصوصا وانها رياضة شتوية كما لا يخفى عليك اني من أسرة ميسورة الحال انا ذاك ومستلزمات هذه الرياضة تتطلب الكثير.
كيف اقنعت والديك للدخول و كيف كانت أول تجربة لك؟
لقد أصررت وكنت غالبا ما أحدثهم عن رغبتي في ممارسة هذه الرياضة وبعد مدة من التكرار و الطلب اليومي تمكنت من الظفر بفرصة مع فريق إيفري بالعاصمة باريس ، حيث سمحا لي والدي بالتجريب ومع دخولي و حبي لهذه الرياضة كنت من بين الأفضل وهذا ما سمح لي بالمواصلة.
كيف كان تدرجك في هذه اللعبة؟
مسيرتي الرياضية في هذه اللعبة عبارة عن قصة كفاح ممزوجة بخليط من الاحاسيس و حب اللعبة، حيث اني منذ دخولي الميدان الجليدي اول مرة كان يدور في رأسي المشهد الذي شاهدته اول مرة في التلفاز وكان حلمي ان اكون مثل أولئك اللاعبين معروف و العب في محافل دولية، قضيت حوالي نصف مسيرتي في الأقسام السلفي و الهواة لعبت في جميع الدوريات الفرنسية تبعا مع الارتقاء في المستوى كل مرة حتى طرقت باب الاحتراف.
إذن قلت ان الطريق لم يكن مفروش بالورود أمامك و العزيمة كانت أقوى من كل الصعاب حدثني عن ذلك ؟
لا أخفي عليك على ما اعتقد ان حبي لهذه الرياضة هو من اوصلني لهذه المرحلة التي احصد فيها ثمار جهدي، حيث لعب في دوريات الهواة حتى سن 36 وهذا بالنسبة للعديد من الرياضيين يكون له أثر سلبي في المواصلة و طلب المزيد، الا اني كنت ملح و دائما ما أسعى وراء هدفي حتى بلغت دوري المحترفين في سن 36 وهو بالنسبة لي تحدي كبير و حلم لم ادخر جهدا في بلوغه منذ اول يوم لي في هذه الرياضة.
بالنسبة للفريق الوطني هناك الكثير من يعتبره حديث النشأة هل هذا صحيح؟
هذا الأمر بحد ذاته او السؤال نفسه أعلم أنك ستطرحه و أريد الحديث حول هذا الأمر، من الطبيعي أن هذه الرياضة مجهولة في الجزائر لعدم توفر الامكانيات و القاعات الجليدية و الأندية و بطولة وطنية، لكن الكثير ممن عرفوا هذه الرياضة عرفوها مؤخرا بتتويجنا سنة 2023 لكن لم تكن هذه هي سنة التأسيس، فالمنتخب الوطني يراوح حاليا 16 سنة من الوجود و اول مشاركة لي مع المنتخب كانت سنة 2008.
إذن قلت ان التأسيس جاء بسواعد جزائرية و بجهود كبيرة كيف ذلك؟
تأسيس المنتخب الوطني راجع إلى جهود الشخصية لكريم كربوش المغترب الجزائري بإنجلترا، هو من فكر في انشاء فريق وطني جزائري وقام بالبحث عن اللاعبين ذوي الاصول الجزائرية او الجزائرين المغتربين الذي يمارسون هذه الرياضة، وكانت له النية في تكوين فريق للمشاركة في البطولة العربية المقامة بدولة الامارات العربية الشقيقة سنة 2008 فحقيقة كان سعيه في محله وبعد الاتصال بي قمنا بالعمل سويا لتكوين المنتخب وها نحن على بعد 16 من اول تجسيد لفكرة التي كانت تبدو مستحيلة.
حدثني عن أول مشاركة لكم بقميص المنتخب الوطني؟
اول مشاركة بقميص الفريق الوطني الجزائري في الحقيقة هو حلم كل لاعب جزائري او من أصول جزائرية ان ينال شرف حمل قميص المنتخب، كانت تجربة أكثر من رائعة بدعوة من قبل الإخوة الأشقاء بدولة الإمارات العربية في بطولة عربية سنة 2008-2009. حققنا فيها العديد من النتائج الطيبة و حللنا رابعا في الدورة و في أول تجربة للفريق الوطني الجزائري.
ماهي أبرز البطولات التي شاركتم بها وكيف كانت صفة المنتخب في هذه البطولات؟
شاركنا في العديد من البطولات الودية حيث كنا نتلقى دعوات للمشاركة منذ اول ظهور لنا سنة 2008 حيث سجلنا حضورا قويا بالرغم من نقص الامكانيات و التعداد الذي كان جله من لاعبين هواة أنذاك استطعنا تحقيق المراتب الأولى بحلولنا رابعا في بطولة أبوظبي بالإمارات ثم تلقينا دعوة أخرى من الكويت في بطولة مصغرة حققنا من خلالها نفس المرتبة، ضد فرق عربية و منتخبات لديها لاعبين كبار من جنسيات أوروبية التي تعتبر بلد نشأة هذه الرياضة.
قلت انه كانت لكم أهداف على المدى البعيد وحاليا تجنون ثمار هذه الأهداف، كيف ذلك ؟
نعم مع بدايتنا كنا نعلم ان الوضع سيكون صعبا نوعا ما، لأني كنت اللاعب المحترف الوحيد و البقية كانوا لاعبين هواة لكن كان لديهم مستوى رائع بحيث كنا في كل مشاركة لنا تحصل على الاقل المرتبة الرابعة، بنينا أهداف مستقبلية وادرجنا ضمن اهتماماتنا ان نعرف بالفريق لدى الجالية الجزائرية بالمهجر وبالتالي استقطاب جميع المواهب في هذه الرياضة و الحمد لله كان لنا ما أردنا والتحق العديد بالمنتخب الوطني حيث يتكون حاليا غالبيته من مغتربي فرنسا و ألمانيا و سويسرا، إنجلترا و كندا و كلهم جزائريين حتى النخاع.
قلت ان كل شيء أصبح رسمي منذ سنة 2019؟
بعد التأسيس كانت مشاركاتنا عبارة عن دورات ودية نشارك فيها كل مرة لكن بحلول سنة 2019 و تحديدا شهر سبتمبر من هذه السنة التحقنا رسميا بالفيدرالية العالمية للهوكي على الجليد “الهياشاف” حيث تم الاعتراف بالمنتخب الجزائري و منه نستطيع المشاركة في البطولات العالمية، حيث تمت دعوتنا في افريل من عام 2023 للبطولة العالمية للهوكي على الجليد بالولايات المتحدة الأمريكية تحديدا بمقاطعة نيويورك حيث حققنا اللقب الذي يعتبر اول لقب رسمي لنا كمنتخب وطني.
كيف كانت مشاركتكم في بطولة ميامي؟
بطولة ميامي هي الأخرى من أكبر البطولات ان صح التعبير هي بطولة جنوب أمريكية لكن قوانين للهوكي تسمح بدعوة فرق للمشاركة فتمت دعوتنا نحن و المنتخب المصري الشقيق و أيضا المنتخب الروماني احد أقوى المنتخبات العالمية حيث كانت مشاركتنا أكثر من رائعة و لا يسعني ذكر جميع المحطات خصوصا و اننا أبطال هذه الدورة.
ماهي أبرز المحطات في هذه البطولة؟
في الحقيقة كانت منافسة قوية بثماني فرق في كل مجموعة و المحطة الابرز لنا في دوري المجموعات اين تأهلنا على رأس المجموعة متغلبين على المنتخب الروماني، الذي كان خصمنا في النهائي و استطعنا التغلب عليه ثاني مرة و حققنا اللقب على حساب احد المنتخبات المصنفة و التي تعد من البلدان التي اسست لهذه الرياضة و التي لديها مشاركات في بطولة العالم للهوكي على الجليد و اي مشاركات بل كانت من بين الأفضل و الأحسن وهذا يثبت علو كعبنا و ان اهدافنا تمشي بخطى ثابتة.
لمن تهدي هذا التتويج؟
اهدي هذا التتويج لوالدي الكريمين و لجميع اسرتي و لكل الجزائرين الذين يعتزون و يفتخرون ببلدهم حقيقة هي محطات تاريخية و لطالما حلمت ان أحقق شيء كرد جميل لوالدي و لوطني الام و حاليا حصلت على ثاني تتويج في أقل من سنة كلاعب و قائد فريق و مدرب وهذا فخر لي ولجميع زملائي في المنتخب.
ماهي طموحاتكم في المنتخب الوطني؟
حاليا نسعى لعقد اجتماع مع السلطات في الجزائر للوقوف على كل كبيرة و صغيرة خصوصا واننا لا نتلقى الدعم نظرا كون المنتخب ليس لديه اين يتدرب في أرض الوطن، سنسعى لترسيم الأمور و العمل على بناء فريق تنافسي يشرف الجزائر في المحافل الدولية.
قلت ان السفير الجزائري في أمريكا رافقتكم كيف ذلك؟
من هذا المنبر اتوجه بجزيل الشكر السفير الجزائري و القنصل بنيويورك على وقوفهم معنا فهم من قاما بتسديد حقوق الدخول للمنتخب و هذا يدل على النية الحسنة للدولة الجزائرية في مرافقة المنتخب الوطني للهوكي على الجليد و نحن أيضا بدورنا لم نخيب الآمال وحققنا اللقب في هذه الدورة.
بماذا ترد على من يزايدون عنكم بالوطنية؟
هذا الأمر يارقنا كثيرا فهناك بعض الابواق التي تتكلم دائما وتحاول تحطيم كل ما هو جميل، فالمغترب أيضا جزائري و الظروف هي من قادتنا إلى هناك لككنا جزائريين بكل ما تحمله الكلمة من معنى و بنسبة 200٪ ، اقول لتلك النفوس المريضة يجب التركيز على الأهداف وعلى رفع الراية الوطنية بدل الحديث من أجل اخماد و إطفاء عزيمة الرجال الوطنيين الغيورين على الوطن و الذين يسعون لتقديم صورة افضل و تشريف البلاد.
بماذا تعد الجمهور الرياضي الجزائري ؟
اولا اطلب من الجمهور الرياضي دعمنا بقوة و متابعتنا و متابعة احوالنا، ستتضح الروئ بعد اللقاء المرتقب شهر نوفمبر القادم مع السلطات الوطنية، نتمنى أن يكونوا عند حسن ظننا بهم نسعى لطلب انشاء قاعة تزلج للفرق بحيث نستطيع اقامة تربصاتنا بها و استضافة الفرق داخل الوطن، كما نعد الجمهور بالمواصلة بنفس النسق و العزيمة هدفنا كسب العديد من البطولات الدولية الرسمية و سنسعى لخوض غمار المنافسة على كأس العالم للهوكي على الجليد.