شاءت الأقدار أن يستهل المنتخب الجزائري المحلي، المدعّم رسميًا بيوسف عطال، مشواره في كأس العرب 2025 بمواجهة السودان على ملعب أحمد بن علي في الدوحة، تمامًا كما حدث في النسخة الماضية التي افتتحها الخضر بفوز عريض مهّد لطريق التتويج. غير أنّ النسخة الحالية تحمل سيناريو مختلفًا؛ فالمشكل الأكبر الذي يواجهه المدرب مجيد بوقرة لا يتعلق بقدرات المنافسين بقدر ما يرتبط بمدى جاهزية لاعبيه البدنية، إذ يخيّم الغموض على مشاركة النجمين ياسين براهيمي وأمير سعيود نتيجة الإصابة أو التخوف من تفاقمها، وهو ما يجعل التشكيلة الأساسية غير واضحة المعالم قبل أيام من صافرة البداية. وفي ظل هذا القلق، تبرز ورقة عادل بولبينة الذي يُعدّ المفاجأة الأبرز في قائمة الخضر، بعدما قلبت ثلاثيته التاريخية أمام الاتحاد السعودي صورته رأسًا على عقب، ليصبح أحد أهم رهانات بوقرة في البطولة، خصوصًا أنه يمتلك من العمر 22 سنة فقط، وهو ما يجعله النقطة الأكثر إشراقًا في تشكيلة يغلب عليها الطابع الخبروي واللاعبون الذين تجاوزوا الثلاثين مثل الحارس شعال وإسلام سليماني.
ورغم الظروف المعقدة، يواصل بوقرة عمله في مركز سيدي موسى وهو يدرك أن أصعب ما سيواجهه ليس الخصوم، بل الفائض الكبير في الخيارات الهجومية التي تتطلب تدويرًا مستمرًا لضمان توازن الفريق خلال بطولة قد تمتد إلى ست مواجهات إذا بلغ الخضر النهائي، مع أسماء لامعة من وزن آدم وناس وبولبينة وبراهيمي وسليماني ودغموم وغيرهم. وتزداد حدة التحدي مع البرنامج الصعب للمجموعة الرابعة، حيث يواجه المنتخب البحرين يوم السادس من ديسمبر، ثم العراق في التاسع منه، وهو منتخب يدخل البطولة بمعنويات مرتفعة بعد تأهله إلى مباريات السد المؤهلة لكأس العالم. ومع تقدم الأدوار، قد يلتقي بوقرة منتخبات آسيوية قوية مثل السعودية والكويت وقطر التي تشارك بتشكيلاتها الأولى، لكن ما يطمئن الجهاز الفني هو امتلاكه لاعبين أصحاب خبرة أوروبية واسعة مثل وناس نجم نابولي السابق، براهيمي نجم بورتو السابق، سليماني الذي لمع مع ليستر ولشبونة، وبن زية لاعب ليون السابق.
ورغم كل هذه المعطيات، ما يزال الغموض يلف مصير عدد من اللاعبين بين الجاهزية والاستبعاد، ولا يمكن الجزم بالتشكيلة الأساسية أو الأهداف التكتيكية الدقيقة إلا مع اقتراب موعد المباراة الأولى. لكن ما يبدو ثابتًا هو أن الخضر سيدخلون البطولة بروح دفاع عن لقب انتُزع شتاء 2021 من قلب الدوحة بعد مغامرة مثيرة مرّوا خلالها على السودان ولبنان ومصر، ثم تجاوزوا المغرب وقطر وتونس في طريقهم إلى المجد العربي، في مسار يحاول بوقرة تكراره رغم كثافة الضغوط وتعدد التحديات.
