حقق المنتخب الوطني للمحليين الأهم في المباراة الافتتاحية للشان و التي جرت وقائعها بالملعب الجديد نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة ليلة الجمعة، والتي جمعته بشقيقة الليبي، حيث تمكن أشبال المدرب عبد المجيد بوقرة من الانتصار بهدف دون رد جاء عبر ضربة جزاء في الشوط الثاني من توقيع المهاجم محيوص.
وبما أن أصعب الأمور بداياتها فان الكثيرين توقعوا أن يجد زملاء المتألق ميريزاق متاعب كبيرة أمام بطل نسخة 2014 بجنوب إفريقيا، وهو ما حدث بالفعل حيث أسال المنتخب الليبي العرق البارد للخضر الذين انتصروا بصعوبة بالغة، وفي كل الأحوال فان كسب النقاط الثلاثة مهم للغاية في بداية المشوار.
وهي أول خطوة نحو تحقيق اللقب الأول لمنتخبنا الوطني في كأس إفريقيا للمحليين، وستمنح لا محالة المزيد من الثقة بالنفس لكتيبة محاربي الصحراء قبل حلول الموعد الثاني الذي سيكون أمام المنتخب الإثيوبي.
ومع هذا فان الفوز خلال أول ظهور لأشبال الماجيك لا يجب أن يحجب النظر عن الكثير من النقائص التي شاهدناها، والتي تبقى بحاجة للمزيد من العمل و الإصلاح إذا ما أراد الخضر الذهاب بعيدا، وإبقاء اللقب داخل أسوار ملعب نيلسون مانديلا يوم 4 فيفري المقبل، وبما أن الشهية تأتي مع الأكل فان المتتبعين يرون بأن مستوى المنتخب الوطني سيرتفع تدريجيا، وسيتخلص اللاعبون من رهبة البدايات خاصة و أن معظمهم لم يسبق لهم و أن شاركوا في منافسات قارية كبيرة و بحضور جماهيري ملأ كل المدرجات عن آخرها.
وبالعودة إلى ما حدث خلال مباراة ليبيا، فان المنتخب الوطني لم يدخل خلال الشوط الأول كما ينبغي، وظهر زملاء الحارس قندوز مرتبكين للغاية، وعجزوا عن تهديد مرمى حارس المنتخب الليبي “اللافي”، إذ كانت كل المحاولات محتشمة للغاية.
دون أن ننسى الكرات الضائعة عند تناقلها بين الخطوط، ما أعطى الليبيين فرصة الانطلاقة عبر هجمات مرتدة سريعة خلال مناسبتين، مشكلين خطرا على دفاع الخضر، ما أعطى إنذارا مبكرا لبوقرة بأن الأمور لا تسير وفقا لما هو مخطط له، وتيقن الماجيك بأن المنافس قد يتسبب في ضرر للخضر إذا ما تواصلت هذه الهفوات.
تنظيم دفاعي رائع للمنتخب الليبي
وحتى نكون واضحين، فان سبب ظهور الخضر في الشوط الأول من دون أنياب هجومية ليس مرده فقط للأخطاء و الهفوات التي حدثت في تناقل الكرة أو التمريرات البينية، بل زاد المنتخب الليبي من صعوبة هذا الداربي المغاربي بفضل تنظيمه الدفاعي المحكم، وإغلاقه كل المنافذ نحو المرمى.
واستعان الخصم بخطة 5-4-1، والتي ساهمت في تقطيع أوصال الخطوط الثلاثة لفريقنا الوطني، وصار من الصعب إيجاد الحلول سواءا في العمق أو على الأطراف مما حد من خطورة رفقاء ضراوي، فكل المحاولات كانت تتحطم قبل الوصول إلى منطقة الـ25 مترا الأخيرة لليبيين، والذين يحسنون أيضا الخروج بالكرة من مناطقهم الخلفية، لكن المبالغة في العودة نحو الوراء حرمهم من فرض ضغط هجومي على دفاع الخضر إلا في مناسبات قليلة.
غلطة واحدة منحت الخضر طوق النجاة
وبينما كانت مجريات المباراة تسير نحو التعقيد أكثر في ظل عجز المنتخب الوطني عن إيجاد حل لشيفرة الليبيين المنظمين جيدا، فان الد58 حملت الفرج، والذي جاء اثر خطأ دفاعي وقع فيه المنافس أدى لإعلان الحكم الجنوب إفريقي عن ركلة جزاء تقدم المهاجم محيوص لتنفيذها، ونجح في وضعها داخل الشباك بكل سهولة، مانحا زملاءه تقدما معنويا و محررا حناجر 40 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات ملعب نيلسون مانديلا.
المباراة أصبحت مفتوحة أكثر بعد الهدف
وتحسن مردود كتيبة المدرب عبد المجيد بوقرة بعدما حررتهم ضربة جزاء المهاجم محيوص، والسبب وراء ذلك هو خروج المنتخب الليبي من مناطقه في محاولة لتعديل النتيجة على الأقل، متخليا عن حذره الدفاعي الذي استمر لما يقارب ساعة كاملة، وهنا أصبحت المساحات موجودة، وخفت الرقابة الفردية المفروضة على لاعبي خط الوسط و المهاجمين، ما سهل مهمة الوصول إلى مناطق الجزاء و تشكيل خطورة على مرمى “اللافي” في عدة مناسبات، فحتى الأروقة التي كانت مغلقة أضحت متاحة.
وشاهدنا عرضيات خطيرة خاصة من جانب اللاعب بلخيثر كادت أن تؤتي أكلها، وفي المقابل كاد المنتخب الليبي أن يدرك التعادل من خلال فرصتين الأولى اصطدمت بالقائم، والثانية تصدى لها حارس المنتخب الوطني المحلي قندوز.
الفعالية أمام المرمى نقطة سوداء
ومما لا شك فيه، فان أكثر نقطة سوداء يمكن الإشارة إليها في مباراة ليبيا و حتى بشكل عام هي الفعالية الهجومية أمام المرمى، وغياب اللمسة الأخيرة، بسبب الرعونة في بعض الأحيان، أو نقص التركيز في أحيان أخرى، وهو ما على الناخب الوطني العمل عليه كثيرا خلال الفترة المقبلة، فالمشوار لا يزال طويلا، والمنتخب سيصطدم بمنتخبات أقوى لاحقا إذا ما تواصلت المغامرة للأدوار الإقصائية، وتضييع الفرص المتاحة سيكون له أثر عكسي لا محالة، وقد يكلف الخضر كثيرا.