عدد اليوم قادنا إلى منطقة مختلفة من مناطق بلدنا القارة، فبعيدا عن الشمال و الهضاب العليا نجد احد الابطال الذين شرفوا الراية الوطنية في المحافل الدولية و صاحب الرقم القياسي الوطني المسجل باسمه إلى حد كتابة هذه الأسطر، نجد ابن الصحراء ابن مدينة بشار التي قدمت ولازالت تقدم العديد من الرياضيين الذين شرفوا الراية في مختلف الرياضات واخرها نجم المنتخب الوطني و نادي نيس الفرنسي بوداوي هشام ، حيث كان لنا حديث مطول مع البطل بوحادة سفيان رياضي النخبة و العداء صاحب المشوار المليء بالألقاب حيث سنعرض مسيرته الحافلة في هذا العدد من جريدتكم التي يأبى طاقمها الصحفي الا ان يقدم محتوى يليق بقرائه يهدف إلى التعريف بكافة الابطال عبر كامل التراب الوطني.
عرف الجمهور الرياضي عنك ؟
أولا أحيي كامل الطاقم الصحفي لجريدة 90 دقيقة على هذه المجهودات للتعريف بكافة الابطال و الرياضيين لمختلف الرياضات، اشكركم على هذه الاستضافة وهذا شرف لي ان اكون معكم في هذا العدد، معكم بوحادة سفيان من مواليد 8 جوان 1990 بولاية بشار رياضي نخبة و بطل جزائري في رياضة العاب القوى.
متى بدأت رياضة العاب القوى ومع اي فريق، وكيف كان تدرجك في هذه الرياضة على المستوى الولائي ثم الجهوي ثم الوطني؟
قصتي مع هذه الرياضة قصة ملهمة لأني بدأت من العدم حيث كانت بدايتي في رياضة العاب القوى في سن مبكرة حيث كان عمري 14 سنة تحديدا في الرياضة المدرسية لولاية بشار مع المدب بلبحري خليفة الذي اشرف علينا خلال هذه الفترة و زرع فينا حب هذه الرياضة.
ومع مرور الوقت و تطور مستواي في هذه الرياضة التحقت بفريق cat بولاية تلمسان تحت اشراف المدربين يزيد بوصلعة و تومي محمد اللذان عملا على اكتشاف قدراتي وتوجيهي لتخصص الجري حيث اصبحت عداء في اختصاص السرعة للمسافات التالية 100م و 200م و 400م.
اول منافسة لك متى واين؟
بالنسبة للبطولات و المنافسات كنت على موعد مهم لبدء مسيرتي الاحترافية في البطولة الوطنية بولاية بجاية سنة 2007 في صنف الأشبال وكانت مشاركة تاريخية لي حيث تحصلت علي المرتبة ثانية في البطولة الوطنية في مسافتين مختلفتين سباق 200م و400م واعتليت البوديوم في أول مشاركة لي.
متى تمت دعوتك لتمثيل المنتخب الوطني؟
الأمور كانت تمشي معي بسرعة ولحد الساعة لم استوعب ما حدث، هل بسبب قدرتي و موهبتي التي ميزتني أم كانت فرصة نابعة عن حظ، حيث تلقيت اول دعوة لتمثيل الجزائر مع المنتخب الوطني سنة 2008 وكان لي الشرف انني مثلت بلدي في اول منافسة دولية تجمع دول البحر المتوسط التي اقيمت في الرباط بالمغرب سنة 2008.
هل أصبحت محترفا في رياضات العاب القوى ؟
قصة الاحتراف سبقها مشوار الكفاح في سبيل تحقيق الأحلام، فبعد اول مشاركة دولية في الألعاب العربية عدت إلى مسقط رأسي ولاية بشار حيث التحقت بالفريق المحلي لأمثل فريق سنة 2009 حتى 2012 كعداء لفريق أمل مشعل الجنوب AMJB تحت اشراف المدرب حسان يعقوبي الذي كان له الفضل الكبير في تطوير امكانياتي الرياضية و في كل الجوانب على العموم.
وكل جهود المدرب حسان لم تذهب سدى وبدأت الثمار تظهر جليا حيث تمكنت معه من تحقيق 3 ميداليات ذهبية في البطولة الشتوية لسباقات السرعة في 60م و150م و 300م ثم ذهبيتين في البطولة الوطنية سباق السرعة 100م و 200م صنف أكابر فضلا عن تحقيق الفوز بعدة مشاركات رياضية و ملتقيات وطنية. لكن مع نقص الفادح في الامكانيات المادية و المعنوية في الولاية دفعني إلى التفكير للالتحاق بأحد الاندية الكبيرة على المستوى الوطني للبروز أكثر و أكثر حيث إلتحقت بفريق مولودية الجزائر الذي كان بمثابة الانطلاقة الفعلية لمسيرتي الاحترافية، و من هنا بدأت شمعت التوهج و البروز في هذه الرياضة.
هل شاركت في بطولات افريقية او عالمية، و ماهي أبرز ألقابك وفي أي تخصصات؟
بكل تواضع لدي مسيرة حافلة بالمشاركات و التتويجات سأقوم بعرضها عليكم بإيجاز، حيث كانت لي اول مشاركة دولية في صنف الاكابر سنة 2013، و ذلك في البطولة العربية بدولة قطر حيث تحصلت فيها على ميدالية برونزية في سباق التتابع 4X400م.
بعدها شاركت في البطولة الأفريقية بمراكش بالمغرب تحصلت على ميدالية برونزية في سباق التتابع 4X100م مع تحطيم الرقم القياسي الوطني توقيت 39.89 .
ثالث محطة كانت سنة 2015 في الالعاب الأفريقية بدولة كونغو برازافيل وتحصلت على ميدالية برونزية سباق التتابع 4X 400م الذي لازمتني فيه المرتبة الثالثة و الميدالية البرونزية منذ اول مشاركة حيث صممت على تقديم افضل نسخة مني في باقي المشوار وكانت لي فرصة جديدة سنة 2016 حيث تمكنت من تحطيم الرقم القياسي الوطني في سباق 200م الذي كان بحوزة العداء الجزائري مالك الوحلة حيث حققت زمن قياسي و توقيت قدر ب 20.53ثا و الذي لم يحطم الى يومنا هذا وظل مسجلا بإسمي كإنجاز تاريخي اتشرف به و أنتظر تحطيمه من قبل الشباب الواعد في أقرب فرصة خصوصا مع تطور الرياضة ووسائلها و البنى التحتية في البلاد.
كيف كان شعورك بعد كل هذه المشاركات و الالقاب المحققة؟
شعور النجاح شعور لا يوصف خصوصا عندما تكون الانطلاقة من العدم، حيث كانت كل هاته المشاركات سواء في البطولات العربية او الأفريقية رائعة جدا و فرصة خاصة تمكنت من خلالها بالاحتكاك مع رياضيي المستوى العالي و المنافسة مع أبطال كبار قد سبق وأن فازوا بالقاب عالمية و اولمبية في مختلف الاختصاصات على غرار حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 400 Wayde van Niekerk في البطولة الإفريقية بجنوب افريقيا 2017 إضافة إلى نائب بطل العالم و البطل الافريقي في سباق 800م 2014 2017 العداء البوتسواني Nigel Amos و زميله في سباق التتابع 4×400 العداء Isaac Makwala إسحاق مكوالا سنتي 2015 و 2017.
هل شاركت في تصفيات اولمبية او اولمبياد من قبل كيف كانت التجربة ؟
هذه هي المحطة الابرز و هاجس حياتي حيث كنت اطمح ان اشارك في العاب الأولمبية لكن للأسف لم يسعفني الحظ خاصة كما هو معروف ان سباقات السرعة تسيطر عليها جامايكا و الولايات المتحدة الأمريكية و هذه الرياضة تتطلب إمكانيات كبيرة جدا و نحن مقارنة بالدول الكبرى التي تصرف ميزانيات ضخمة على رياضييها لا تمكننا من بلوغ حتى الدور التصفوي معهم نظرا للفرق الشاسع في التحضير و الامكانيات على كافة المستويات.
كيف ترى حال هذه الرياضة في الجزائر و ماهي مقترحاتك للنهوض بهذه الرياضات؟
الحمد لله هناك ابطال كبار برزوا في الجزائر و خاصة في المسافات النصف الطويلة مثل سجاتي و مولى مخلوفي بورعدة في العاب القوى و العنصر النسوي في الاختصاصات التقنية مثل زهرة تريكي فضلا عن ذوي الهمم لكن هذا لا يكفي حيث لاحظنا التراجع الكبير لهذه الرياضة وعدم الاهتمام بها خاصة ان العاب القوى هي الرياضة الاكثر تشريفا للجزائر في المحافل الدولية.
أما بخصوص المقترحات للنهوض بهذه الرياضة فهي سهلة و في متناول السلطات و الفرق الرياضية المحترفة و من منبركم هذا اطلب من السلطات المعنية بالرجوع اولا الى الرياضة المدرسية فهي خزان المواهب في كل الرياضات مع الاهتمام بالرياضات الفردية وتوفير كل الامكانيات لها مثل اهتمامهم بكرة القدم التي تصرف عليها أموال طائلة دون مردودية مقارنة بالرياضات الفردية التي لطالما شرفت الجزائر في المحافل الدولية.
هل كانت لديك تجربة إحترافية في الخارج و هل حصدت ألقاب هنالك ؟
تجربتي مع الاحتراف لديها طعم خاص سأقوم بسردها لكم، فالبداية كانت بتعرضي للإصابة أجبرتني على الذهاب للعلاج في الخارج، وبفضل وكيل أعمال الرياضيين الجزائري ابن ولاية جيجل لقمان فادس الذي كان صغيرا أنذاك و حاليا تحصل على شهادة المناجمنت الدولية وهو الآن من أكبر وكلاء الرياضيين الذي لديه العديد من العدائين من مختلف الجنسيات إيطالية فرنسية و غيرها.
فبعد تعرضي للإصابة في الألعاب الإسلامية بأذربيجان توجب علي السفر إلى الخارج قصد العلاج وكما قلت لك اني عالجت في مركز التأهيلي بلشبونة اين وقعت عقدي مع نادي سبورتينغ لشبونة حيث استعدت عافيتي و لياقتي في ظرف وجيز قدر ب 15 يوم وكان هناك سباق 400 متر للبطولة البرتغالية حيث شاركت و حققت المرتبة الأولى فتحت لي الباب على توقيع عقد احترافي لمدة سنتين مع النادي البرتغالي.
ماهي الفروقات التي وقفت عليها في مسيرتك الاحترافية مقارنة بالبلاد؟
في الحقيقة اول الأمر لم أكن متوقع ان أجد البرتغال على قدر عالي من التقدم و الاحتراف مقارنة بفرنسا و ألمانيا سويسرا بريطانيا لأنه سبق لي وان خضت منافسات هنالك و شاهدت المنشآت و إمكانيات الفرق و الرياضيين.
بعد توقيعي انبهرت بما يمتلكه فريق سبورتينغ لشبونة من إمكانيات حيث لديهم مركز إعادة و تأهيل الرياضيين مجهز بالكامل مع طواقم طبية فضلا عن الوسائل و العتاد للتدريب و الراحة التي يجدها الرياضي على حد سواء دون وجود فرق كبير في الامكانيات بين رياضي النادي سواء الرياضات الجماعية او الفردية.
على عكس البلاد التي توجد فيها الامكانيات لكن العقلية الاحترافية و الوسائل المنعدمة من قبل القائمين على المجال الرياضي في الوطن هو من وسع الفارق في المستوى بين رياضي أوروبا و العالم و بين الرياضي المحلي في الرياضات الفردية على العموم و رياضة العاب القوى على وجه الخصوص.
كلمة اخيرة للجمهور الرياضي؟
أجدد شكري لكم على هذه الالتفاتة الطيبة و الاستضافة في منبركم الرياضي كما لا تفوتني الفرصة في الاخير اتقدم بخالص الشكر والتقدير للجمهور الرياضي الذي ساندني من قريب او من بعيد ورسالة لكل العائلات لتوجيه اولادهم لممارسة الرياضة سواء فردية او جماعية لتبعدهم عن الآفات الاجتماعية التي ارهقت شبابنا في الوقت الراهن وان يكون لنا أبطال مستقبلين في مختلف الرياضات ان شاء الله.
بوكعبان عبدو