تمكن المنتخب السينغالي لأقل من 17 سنة من التتويج بلقب الكان بانتصاره في المباراة النهائية على حساب المنتخب المغربي ليلة الجمعة بملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة، حيث كان أسود التيرانغا متخلفين بهدف دون رد، لكنهم استطاعوا في الشوط الثاني تحقيق انطلاق قوية، وقلبوا الطاولة على أسود الأطلس بهزهم لشباكهم في مناسبتين.
ليؤكد السنغاليون بأنهم كانوا الطرف الأقوى في هذه الدورة، ولم يخيبوا كل التوقعات التي رشحتهم لحمل هذا اللقاء لأول مرة في تاريخهم، وهو استمرار و امتداد لصحوة الكرة في هذا البلد الذي انتهج سياسة التكوين و تأسيس المدارس الكروية و الأكاديميات خلال العشرية الأخيرة، وهو الآن يحصد ثمار العمل القاعدي الاحترافي.
في المقابل كان المنتخب المغربي أيضا في المستوى رغم الهزيمة و تضييع اللقب، ففي ظرف عام واحد فقط تمكن من تنشيط نهائيين في هذه الفئة، الأول خلال كأس العرب التي فازت بها الجزائر، والثاني في كان الأشبال و عاد التتويج للسنغاليين.
هكذا وزعت جوائز الكاف في هذه الدورة
وأعلنت الكاف بعد فوز المنتخب السنغالي بلقب كأس أمم إفريقيا عن الجوائز الفردية و الجماعية، فقد توج الحارس سيريني ضيوف بلقب أحسن حارس في الدورة، كما حاز أمارا ضيوف على جائزة هداف النسخة الحالية برصيد 5 أهداف، فيما عاد لقب أفضل لاعب في نسخة الجزائر إلى مهاجم المنتخب البوركينابي سليمان آليو، وعادت جائزة أفضل مدرب لسعيد شيبة مدرب المنتخب المغربي، فيما حصل المنتخب المغربي أيضا على جائزة اللعب النظيف.
الجزائر حصدت الثناء و التقدير
ومع ختام الدورة الـ14 لكأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، فان الجزائر و رغم إقصاء منتخب بلادها في الدور ربع النهائي و تضييع حلم الوصول إلى مونديال الناشئين، إلا أن الجزائر في نفس الوقت نالت الثناء و التقدير من كل الحاضرين دون استثناء الذين هنأوها على حسن التنظيم، وجودة الملاعب التي وضعت تحت تصرف الكاف لتنظيم هذه الدورة.
بالإضافة إلى المنشآت و البنى التحتية المميزة التي لم يسبق و أو وفرت في دورة للأشبال، وأكثر ما أدهش ضيوف الجزائر على مدار 3 أسابيع من المنافسة هو كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال لكل المنتخبات دون استثناء، لتكون الجزائر في نهاية المطاف هي صاحبة وسام الاستحقاق الأكبر، وأكدت مجددا بأنها قادرة و بكل سهولة على تنظيم حتى المنافسات القارية الكبيرة و العالمية.
ليبقى السؤال المطروح هو هل سيكون نجاح الجزائر في تنظيم شان 2023 و كان الأشبال 2023 هو أحد نقاط القوة التي قد تدعم حظوظها في الظفر بشرف إقامة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 على أرضها، أم أن لعبة الكواليس و التكتلات سيكون لها كلام آخر؟.
حفل اختتام بهيج يليق حتى بكان الأكابر
وكان ملعب نيلسون مانديلا قد شهد حفل الاختتام قبل انطلاق مباراة النهائي بين السنغال و المغرب، وانطلق الحفل في حدود الساعة الثامنة و النصف ليلا و استمر لما يقارب 20 دقيقة، وبشهادة كل الذين تابعوا الاختتام فان الحفل كان بهيجا، وعرف مقاطع موسيقية مميزة صنعت الفرحة، وتفاعل معها كل المتواجدين في المدرجات، وما زاد الفعالية جمالا عي تلك الأضواء و الألعاب النارية التي تمت الاستعانة بها من طرف اللجنة المشرفة على التنظيم.
حتى خيل للكثيرين بأن الأمر يتعلق باختتام دورة كروية كبيرة على غرار كأس أمم إفريقيا للأكابر، وهي رسالة أخرى على التغير الجذري الذي تشهده الجزائر في السنوات الأخيرة من ناحية البنية التحية و الملاعب، وحتى الرغبة السياسية في تنظيم و إنجاح التظاهرات الرياضية.
عماد.ب