السعــــــــوديـة_ الجـــزائـــر: اختبار ودي لـ”الخضر” أمــام الصقـور قبل زحف الكان!

sddefault
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

في ليلة كروية يعلو فيها منسوب الترقّب، يقف المنتخب الوطني على أعتاب اختبار ودي جديد يحمل في طيّاته ما هو أبعد من مجرد مباراة عابرة. فمواجهة السعودية على أرضها تبدو كأنها البوابة الأخيرة قبل عبور دهاليز “الكان” بالمغرب، حيث يسابق الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش عقارب الزمن لإحكام ضبط التشكيلة الأساسية، وفحص جاهزية رجاله في ظل شحّ الوقت وتزايد الغيابات التي فرضتها الإصابات المتلاحقة.

ورغم الظروف الاستثنائية التي رافقت التربص الحالي، إلا أن بيتكوفيتش يسعى إلى إضفاء صبغة جدّية على ودية السعودية، فهي بنظره ليست مجرد محطة عابرة، بل مرآة تعكس مدى توازن “الخضر” واستقرار أدائهم قبل الدخول إلى معمعة المنافسات الرسمية. فالمدرب السويسري يدرك أنّ الرهان اليوم ليس الفوز فحسب، بل تفكيك شيفرات التشكيلة المثلى التي سيُعوّل عليها في العرس القاري، خاصة وأن نتائج المباريات الأربع الأخيرة من تصفيات كأس العالم قدّمت إشارات مطمئنة، بينما شكّلت ودية زيمبابوي ــ التي انتهت بثلاثية جزائرية ــ مختبراً لاختبار البدلاء وإبراز قدراتهم في توقيت حساس.

وبرغم أن الغيابات أثقلت كاهل الطاقم الفني، بداية من رحيل عمورة وبوداوي بداعي الإصابة، مروراً بعدم جاهزية زيدان وبن سبعيني وتوغاي وفارس، إلا أن الصورة لم تخلُ من أسماء جاهزة تقف على الخط. فقد يكون قندوز، صاحب الحضور الهادئ في المباريات الكبيرة، المرشح الأبرز لحراسة عرين الجزائر. أما دفاع “الخضر”، فمن المنتظر أن يُبنى على مزيج متناغم بين الخبرة والطراوة: ماندي بثقله، آيت نوري بأدواره الهجومية الذكية، بلعيد بتوازنه، وشرقي أو حجام اللذان يسعيان إلى ترك بصمتهما في هذا التوقيت الذهبي. وفي وسط الملعب، يلوح اسم مازة كأحد أهم الأوراق المستجدة، بعد أن أثبت بأنّ إمكاناته أكبر مما مُنح من فرص. وإلى جانبه قد نشهد حضور بن ناصر وعوار بتشكيل التوازن بين البناء والافتكاك.

أما القائد رياض محرز، فحكايته مع “الخضر” مختلفة؛ حضوره ليس مسألة تقنية فقط، بل مسألة وزن داخل الفريق، وحكمة وقيادة في لحظات الشكّ. وفي الهجوم، قد يجد بونجاح فرصة ذهبية لإعادة صقل حسه التهديفي، خاصة وأنه بدا في الآونة الأخيرة أكثر قرباً من مستواه المأمول.

مباراة الليلة ليست بروفة عادية؛ إنها اختبار لمدى قدرة المنتخب على طيّ صفحات خيبات 2022 و2024، والانتقال بثبات نحو طموح يتجاوز مجرد المشاركة. فالجزائر تدخل “كان المغرب” وهي تحمل على أكتافها رغبة جامحة في كتابة سطر جديد، يبدأ من تجاوز الدور الأول، لكنه لا يتوقف عنده. ولهذا بالتحديد، يحرص بيتكوفيتش على استخراج الدروس الأخيرة من ودية السعودية، واستثمار الفوز الودي على زيمبابوي لإعادة بناء الثقة التي اهتزّت في المحطات الماضية.

خمس مواجهات ترسم تاريخاً عمره 49 عاماوبعيداً عن حسابات التحضير، فإن مواجهة السعودية والجزائر تحمل نكهة تاريخية لا تخطئها الذاكرة. فخلال نصف قرن تقريباً، التقى المنتخبان في خمس مناسبات، ظلت فيها كفة المنافسة شبه متعادلة. فقد فاز “الأخضر” في مباراتين، وخرج التعادل في اثنتين، بينما كان الفوز للجزائر في مناسبة واحدة، مع تسجيل السعوديين لثمانية أهداف مقابل ستة لخضر الجزائر.

أولى المواجهات تعود إلى كأس الصداقة سنة 1976 بالرياض، حين خطف الجزائريون الفوز بثلاثية مقابل هدف حمل توقيع محمد المغنم “الصاروخ”. أما مواجهة 1984، فشهدت ثأراً سعودياً برباعية زاغالو، قبل أن يخيّم التعادل السلبي ثم الإيجابي (1-1) على مباراتي 1986 في الخبر. أما الفصل الأخير قبل العودة إلى الموعد الحالي فكان في قادش الإسبانية عام 2018، حين فاز السعوديون بثنائية الفرج والشهري تحت قيادة بيتزي.

ويبقى صالح النعيمة الأكثر حضوراً في هذه القمم بـ210 دقائق، تتبعه أسماء تركت بصمتها في تاريخ الكرة السعودية، لتؤثث صفحات لقاءات لا تُنسى في ذاكرة الجماهير.

الليلة، يعود المنتخبان إلى الواجهة من جديد، في توقيت حساس للطرفين، وفي أجواء توحي بأنّ الودية لن تكون هادئة على الإطلاق. فالسعودية تستعد للمونديال، والجزائر تتأهب لنهائيات القارة. وبين هذا وذاك، ينتظر المتابعون مباراة قد تحمل من الحماس ما يجعلها حلقة جديدة تضاف إلى سجل لقاءات لا تنطفئ جذوتها.