السعــــــــــودية 0_الجزائـــــــر 2 (مباراة ودية):المحاربون يعتلون سماء الصقور بفضاء جدة

G6DeTYhWkAApo39
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

فرض المنتخب الوطني الجزائري  هيبته الكروية مساء الثلاثاء فوق عشب ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، حيث واجه نظيره السعودي  في لقاء ودي حمل طابعًا تنافسيًا يتجاوز مجرد التحضير ليبلغ حدود الإيحاء بما قد يكون عليه المستقبل القريب للفريقين. وقد بدا المشهد وكأن المحاربين يرفعون راياتهم الخضراء في سماء الملعب، بينما تحاول الصقور التحليق فوقها، قبل أن ترجح كفة القوة الجزائرية بهدفين دون رد.

منذ بداية المباراة، ظهر المحاربون بوجه متماسك، يتحركون بتنظيم أكبر وإصرار أوضح، غير أن الشوط الثاني كان الأرض التي غرس عليها الفريق الجزائري أسلوبه الحقيقي. ومع مرور الدقائق، بدا وكأن الصقور بدأت تفقد بعضًا من حدّة جناحيها أمام ضغط هجومي متصاعد.

وجاءت أولى اللحظات الفارقة في الدقيقة 75، حين انطلق أنيس حاج موسى كوميضٍ يخترق دفاع الصقور، منتزعًا ركلة جزاء بعد مراوغة أربكت مدافعين دفعة واحدة. وهنا تقدّم القائد رياض محرز بكل هدوء المحاربين القدماء، ليودع الكرة في الشباك بركلة بدت وكأنها سهمٌ انطلق من قوس لا يخطئ. وما إن اهتزّت الشباك حتى عمّ شعور بأن السيطرة الخضراء باتت أمراً واقعًا.

لكن المحاربين لم يكتفوا بجرح واحد في جناح الصقور، بل عادوا ليعمقوا الفارق في الدقيقة 88. كانت البداية مرة أخرى من حاج موسى، الذي راوغ وتسلل من الجهة اليمنى وكأن قدميه تكتبان سطرًا جديدًا في الرواية، قبل أن يسدد كرة تصدى لها الحارس السعودي. غير أن رفيق بلغالي، المدافع المتقدّم بثقة، كان في الموعد، يتابع الكرة ويرسلها داخل المرمى في لقطة تؤكد يقظة خط الدفاع وقدرته على ترجمة الفرص دون تردّد.

هذا الانتصار لا يُسجَّل في خانة الأرقام فحسب، بل ينعكس على أداء المحاربين الذين بدوا أكثر انسجامًا وترابطًا، مع حضور قوي للعناصر الجديدة التي منحت الهجوم نفسًا إضافيًا. أما الصقور، فقد حاولت التحليق في اللحظات الحاسمة، لكنها وجدت أمامها درعًا جزائريًا صلبًا، يزداد صلابة كلما تقدّم اللقاء.

ويمثل هذا الفوز خطوة معنوية مهمة للمنتخب الجزائري في طريق التحضير للمواعيد الكبرى، وعلى رأسها نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث تنتظر الجماهير رؤية المحاربين وهم يواصلون بسط راياتهم، ليس فوق جبال جدة فحسب، بل فوق القارة السمراء بأسرها.