في الماضي القريب فقط كان سلك التحكيم يقتصر على الجنس الذكوري فقط مثله مثل رياضة كرة القدم ، ولكن تغير الوضع حاليا حيث يوجد العديد من الإناث ممن يمتهنون مهنة الحكم ويديرون المباريات سواء للذكور آو للإناث دون أدنى مشكل ، ومن بين هذه الحكمات استوقفت جريدة 90 دقيقة الحكمة المساعدة صرصار سهام التي ستدخل موسمها السابع في هذه المهنة الشريفة والتي فتحت للجريدة اليومية قلبها في هذا الحوار ….
هل من الممكن تقديم نفسك للجمهور الرياضي ؟
الحكمة المساعدة سهام صرصار رابطة سعيدة الجهوية من مواليد 13 أوت 1990 بدائرة غريس ولاية معسكر ، أشتغل حاليا كموظفة في قطاع التربية ببلدية مطمور بمتوسطة عباس بن علي ، أنتمي إلى عائلة محافظة عملت كل ما بوسعها حتى أصل إلى ما أنا عليه الآن ولا زالت كذلك .
أولا ، كيف راودتك فكرة الانضمام إلى سلك التحكيم دون الأسلاك الأخرى ؟
في بادئ الأمر كنت أرغب في أن أكون لاعبة في كرة القدم ولكن عدم وجود فريق نسوي ينشط بولايتنا منعني من تحقيق هذا المبتغى ، كما كنت أرغب في الالتحاق بالجانب الرياضي من خلال العمل كأستاذة في الرياضة ولكن القدر قادني إلى الجانب الإداري وهذا ما جعلني أقرر الالتحاق بسلك التحكيم لأن هذه المهنة تستهويني كثيرا وكنت أريد أيضا تغيير الذهنيات السائدة بمنطقتنا حيث كان الآمر يقتصر على جانب الذكور فقط .
من ساعدك على ولوج عالم الصافرة ؟
حبي وميولي للرياضة بصفة عامة عجل من التحاقي بسلك التحكيم ، فالعائلة الكريمة لم تعترض طريقي لما قررت اتخذت قراري بل بالعكس كانت تحفيزاتها قوية ودائما ما تكثر من اتصالاتها لما يتعلق الأمر بإدارة مباراة في كرة القدم آو لما نكون في فترة الامتحانات والتربصات التي غالبا ما تقيمها بولاية البليدة ، كما أن معرفتي المسبقة لعقلية وذهنية اللاعب بصفة عامة كان حافزا آخر لولوج عالم ما كان يسمى من قبل بأصحاب البدلة السوداء وهذا إدراكا مني بأنني سأنجح في مهمتي خاصة وأنني لا اكترث كذلك بما سيشاع هنا أو هناك .
هل استغرق الكثير من الوقت من أجل التأقلم ؟
لا أبدا حين قررت حمل صفة ومهمة الحكم سارعت للاطلاع على كل ما يتعلق بهذه المهنة من قوانين وسلوكات ومعاملات ،وبما أنني كما ذكرت سابقا أميل إلى الرياضة أكثر فهذا ما جعلني مهيأة لخوض زمام الأمور ومحفزة تلقائيا ولم يستغرق الوقت معي طويلا ، ميولك وحبك لمهنة ما سيقتصر لك الطريق ويختزل لك الوقت لبلوغ مرادك وأهدافك .
لا بد وأنك تلقيني بعض الصعوبات والانتقادات والمضايقات في مسيرتك إلى حد الآن خاصة وأن هذه المهنة كانت تقتصر على صنف الذكور فقط وحكرا لهم ؟
مهنة التحكيم كانت تقتصر حقا على الرجال فقط ، كما أن أي مهنة مهما كان نوعها ووزنها سيجد صاحبها أمامه بعض العراقيل والمضايقات ، حقيقة تعرضت إلى بعض المضايقات في بعض المباريات ولكنها لم تكن بالحجم الذي يتصوره البعض.
فمثلا في إحدى المباريات سمعت أحد المدربين يسبني ، طبعا هدفه كان أن يخرجني من المباراة ويفقدني تركيزي ، لم اكترث لذلك الأمر في البداية ولكن بعد انتهاء اللقاء توجهت إليه مباشرة ومنحته درسا في الأخلاق وأمام مرأى ومسمع الجميع.
هذا التصرف جعل زميله يطالبني بان لا أتكلم أمام الملا ولكنني قررت فعل ذلك حتى يعرف كل من سمع تلك الشتائم بأنني لا أهاب أحد وأن شخصيتي قوية أكثر مما يتصور وحتى يعرف من حضر الواقعة بأن هذا الحكم لا يمكن التأثير عليه مستقبلا.
كما انه يوجد حتى بعض اللاعبين واللاعبات ممن يحاولون قياس مدى درجة تحمل ووعي الحكم وهنا تتدخل السلطة التحكيمية والشخصية القوية .
إذن يمكن للمرأة الحكمة إدارة المباريات دون أدنى إشكال أليس كذلك ؟
طبعا وهذا ما ذكرناه سابقا فالأمر يتوقف على قوة شخصيتها ومدى معرفتها للقوانين حتى لا تقع في المحظور وتسبب لنفسها حرج، فأحيانا نجد حكمة تتحكم في مجريات اللعب أحسن من حكم وذلك راجع كذلك إلى الخبرة المكتسبة من الميادين والحرص الشديد على النجاح .
بما انك حكمة مساعدة، ما هو دور حكم الراية المساعد في المباريات ؟
تتمثل مهمة حكام الراية المساعدين بشكل أساسي في مساعدة الحكم الرئيسي في كل قراراته لكنهما لديهما مهمات أساسية مثل ضبط حالات التسلل وتحديد حالات خروج الكرة من الملعب ، كما يمكنهما تنبيه الحكم الرئيسي بأخطاء حدثت ولم يراها كتشاجر اللاعبين فيما بينهم أو حالات لمس الكرة باليد أو بارتكاب خطا داخل منطقة العمليات ، فدورهما وقراراتهما لا تقل منزلة أو أهمية لأنهما في الأصل حكمان .
هل يمكن للمحيط والشارع الرياضي بصفة عامة معرفة الهدف الذي تنوي سهام بلوغه في مهمتها النبيلة ؟
حلم أي رياضي كان هو بلوغ درجات متقدمة في مسيرته ، أما عن رغبتي والهدف من وراء اختياري وانضمامي لسلك التحكيم فهو أولا حمل الشارة الدولية التي سأكافح و أضحي من أجل حملها وبلوغها رغم إدراكي الشديد بأنها لن تكون سهلة المنال ، ومن ثم إدارة المباريات خارج ربوع الوطن وتشريف الجزائر أحسن تشريف ومنح صورة تليق بالحكمات الجزائريات اللواتي يحتجن للدعم والرعاية فقط لأن مستواهن جيد وقد يفتح الأبواب على مصراعيها .
كيف تقيمين مستوى التحكيم بالجزائر بصفة عامة ؟
التحكيم المحلي في تطور مستمر وذلك نتيجة اجتهاد من يشرفون على هذا السلك وذلك بإقامة التربصات ومحاولة التقرب أكثر من حكام الساحة وإفادتهم بالمستجدات وتلقينهم الدروس التي حتما ستعود عليهم بالفائدة ، فسلك التحكيم حاليا يتكون من عنصر الشباب بنسبة كبيرة جدا وكلهم أمل على تحقيق أهداف تشفع لهم حتى ببلوغ النجومية ولما لا ، على كل وخلاصة القول أرى بأنه لا خوف على سلك التحكيم بتواجد حكام دوليين على رأسه في صورة الحكم الدولي حيمودي جمال ومجيبة بدون أن ننسى دور المشرفين على الحكام في البطولات الجهوية و الولائية في صورة تربان علي .
لك حرية الكلمة الأخيرة
في بداية الأمر أريد توجيه الشكر الجزيل لعائلتي التي حقا وقفت معي في السراء والضراء ومنحتني يد العون وخاصة من الجانب المعنوي ، كما لا يفوتني بأن أوجه شكري الخاص لكل الأصدقاء ومنهم عمال دائرة واد التاغية في صورة السيدان الأمين العام حشماوي محمد الأمين و كعبور مخطار والسيدة بالمرجة فراح ، كما بوسعي تقديم جزيل الشكر للسيد فرقاني حفيظ الذي ساعدني كثيرا وصديقتي شاحيح عائشة وللأساتذة الكرام كل من عدة فؤاد ونقاب البشير من رابطة معسكر ومن رابطة سعيدة كل من تربان علي ودقيش طاهر و كل أساتذة الفدرالية في صورة بلقاضي خديجة ومدام مولى ، وفي الأخير أتمنى الشفاء العاجل للوالدة الكريمة ومستقبل زاهر لجريدة الـ 90 دقيقة التي فتحت لنا المجال لتوجيه نداءاتنا ونقل انشغالاتنا .