ستكون أنظار الجزائريين السبت بداية من الساعة الثامنة و النصف ليلا مشدودة و مصوبة نحو ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة، والذي سيكون مسرحا لنهائي النسخة السابعة من الشان، حيث سيلتقي البلد المضيف الجزائر بضيفه المنتخب السينغالي من أجل الظفر بهذا اللقب الغالي الذي لم يسبق لأي منهما و أن توج به سابقا.
لذا فان الصدام بينهما سيكون قويا، والصراع مثيرا بأتم ما تحمله الكلمة من معنى، إذ لم يكن مشوار كل منهما في الوصول نحو المحطة النهائية سهلا، فالخضر أزاحوا من طريقهم منافسين أقوياء في صورة كوت ديفوار، و النيجر، في حين تمكنت أسود التيرانغا من تجاوز عقبة نظيره الملغاشي العنيد و الحصان الأسود لهذه الدورة.
نهائي ملعب نيلسون مانديلا سيكون اليوم بذكريات نهائي كان 2019 الذي جرى بالعاصمة المصرية القاهرة، وحينها توجه أشبال جمال بلماضي بثاني ألقاب كأس أمم إفريقيا على حساب كتيبة أليو سيسي بهدف دون رد من توقيع المهاجم بغداد بونجاح.
ولهذا فان أشبال الماجيك يريدون السير على نفس نهج المنتخب الأول، وتكرار نفس السيناريو، وإضافة ثاني ألقابهم عقب تتويجهم أيضا بكأس العرب سنة 2021 في العاصمة القطرية الدوحة، في المقابل فان السينغاليين يبحثون عن الثأر الرياضي و إعادة الاعتبار لمنتخبهم حتى و إن كان محليا، وهذا عن طريق حرمان محاربي الصحراء من التتويج فوق أرضية ميدانهم و بين جماهيرهم.
ويتوقع المتابعون و المحللون بأن تكون مباراة النهائي صعبة على رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي، مشددين بأن الانتصار في نصف النهائي على حساب النيجر بخماسية نظيفة هي نتيجة مخادعة، ويجب الحذر منها، لأن الخصم هذه المرة أقوى، والمعطيات مختلفة و بحسابات أكبر، فالأمر يتعلق بخوض 90 دقيقة للتتويج باللقب، ولا مجال للخطأ أو التهاون.
ولذلك فان محاربي الصحراء عليهم البقاء على نفس الصلابة الدفاعية، والحفاظ أيضا على الاستفاقة الهجومية التي أظهروها أمام منتخب “مينا”، مع أن النهائيات كما هو معروف تربح و لا تلعب، وقد يكون هدف واحدا كافيا لإبقاء لقب الشان داخل أسوار ملعب مانديلا لأول مرة في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
الجمهور سيلعب دورا كبيرا
ومما لا شك فيه، فان إحدى أهم النقاط التي يعول عليها أشبال بوقرة في النهائي هي الجمهور، ففضل الأنصار كبير و لا يمكن إنكاره في الوصول نحو المحطة النهائية، إذ أن الخضر لعبوا كل لقاءاتهم سواءا بالعاصمة أو وهران وسط مدرجات ممتلئة لحد التخمة، ودفعوا بالمحاربين بقوة لتقديم أفضل ما لديهم، وهذا ما ينتظره اللاعبون أيضا و بشكل أكبر.
فالأمر الآن ليس دورا اقصائيا بل هي مواجهة واحد فقط تفصل زملاء الهداف أيمن محيوص على معانقة هذه الكأس الغالية التي تعبوا كثيرا من أجل الوصول إليها، وعملوا لمدة عام و نصف حتى يتمكنوا من التتويج بها، علما و أن التذاكر قد نفذت بسرعة جنونية بعد طرحها عبر منصة تذكرتي التي شهدت ضغطا غير مسبوق بعدما تم الإعلان عن أن التذاكر مجانية، ولم يتمكن مئات الآلاف من الولوج للمنصة للحصول عليها، وذلك دليل على أن الأجواء ستكون ملتهبة في مدرجات ملعب مانديلا.
التعويل كبير على محيوص
وتملك الجزائر هدافا متألقا للغاية، وهو أيمن محيوص الذي يعتبر في الوقت الحالي هداف النسخة السابعة، ويتجه للتتويج بلقبها بما أن أقرب منافسيه و هو الملغاشي رازافيندرانايفو كولوانا يملك في رصيده 3 أهداف، ولهذا فان كل الآمال معلقة على ابن مدينة الطاهير من أجل هز شباك أسود التيرانغا السينغالية و قيادة زملائه لحصد هذا اللقب التاريخي، كما أنها فرصة لمحيوص للابتعاد أكثر في الصدارة بما أنه يملك حاليا 5 أهداف.
التعداد مكتمل و نحو الاعتماد على نفس الأسماء
ومن الأشياء الايجابية هو أن تعداد الخضر سيكون مكتملا أمام السنغال، وباستثناء الغيابات السابقة في صورة ذبيح فان بقية الأسماء ستكون تحت تصرف الناخب الوطني الذي يتجه نحو الاعتماد على نفس التشكيلة تقريبا التي لعب في مواجهة نصف النهائي أمام النيجر، وفازت بخماسية نظيفة، فبوقرة يعرف جيدا بأن الوقت غير مناسب لإجراء أي تغيير لا على التشكيلة الأساسية و لا على طريقة اللعب، لأن أي خطأ قد يؤدي إلى تضييع هذا اللقب الذي طال انتظاره.
بوقرة حائر بين شعال و قندوز
وتتملك الناخب الوطني مجيد بوقرة الحيرة بخصوص مركز حراسة المرمى، فهو لحد الآن بالتشاور مع مدرب الحراس بن حمو لم يفصلوا بعد في هوية من سيحرن عرين الخضر أمام السنغال، خاصة بعد استنفاذ ألكسندر قندوز لعقوبة الطرد التي تلقاها في مواجهة ساحل العاج، وحرمته من خوض لقاء نصف النهائي، لكنه الآن جاهز و يرشحه الكثيرون للعودة مجددا لمنصبه، لكن في المقابل تألق فريد شعال بعد أن دخل بديلا خلال لقاء كوت ديفوار، وأدى ما عليه أمام النيجر و حافظ على عذرية شباك، ما سيجعل أمر وضعه مجددا على دكة البدلاء محرجا.
التشكيلة المتوقعة:
قندوز، كداد، عبد اللاوي، بلعيد، بلخيثر، لعوافي ، قندوسي، ميريزاق، ضراوي، مزيان، محيوص.
الغابوني “غيسلان” حكما للنهائي
كشفت اللجنة المركزية للتحكيم على مستوى الكاف عن هوية الثلاثي الذي سيدر مباراة نهائي الشان بين الجزائر و السنغال اليوم بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، حيث أسند الأمر للحكم الغابوني بيير غيسلان أتشو، وسيساعده كل من السيشيلي هينسلي داني بيتروس، و الايفواري أدو هيرمان ديزيري نغوه، علما و أن الحكم الغابوني غيسلان هو الذي أدار لقاء الجزائر و اثيوبيا في الدور الأول للشان، وانتهت بفوز الخضر بهدف دون رد، ويبلغ من العمر 30 سنة، كما أنه حكم دولي منذ عام 2018.