يستعدّ منتخب الجزائر لدخول معسكره الإعدادي الشهر المقبل وسط ترقّب كبير لعودة عدد من نجومه، وفي مقدّمتهم حسام عوار، نجم الاتحاد السعودي، الذي غاب عن التجمع الماضي الخاص بتصفيات المونديال أمام الصومال وأوغندا. هذه العودة المنتظرة، وإن كانت بشرى من الناحية الفنية، إلا أنها تضع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أمام معضلة جديدة تتعلق بمصير اللاعبين الواعدين الذين نالوا فرصتهم مؤخرًا وأثبتوا جدارتهم.
وقد قدّم عوار إشارات قوية على استعادته لمستواه المعهود، بعدما تألق في مباراة فريقه أمام الشرطة العراقي ضمن الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث وقّع على ثنائية رائعة أسهمت في فوز الاتحاد بأربعة أهداف مقابل هدف. بهذا الإنجاز، رفع الدولي الجزائري رصيده إلى 16 هدفًا و4 تمريرات حاسمة في 41 مباراة مع “العميد”، ليؤكد مجددًا قيمته كلاعب من طراز رفيع قادر على صناعة الفارق.
غيابه السابق عن صفوف “الخضر” أتاح لبيتكوفيتش فرصة اختبار بدائل شابة في مركز صناعة اللعب، أبرزهم فارس شايبي وإبراهيم مازا، اللذان قدّما أداءً واعدًا خلال مواجهتي الصومال وأوغندا. إلا أن عودة نجم أولمبيك ليون السابق من شأنها أن تُعيد ترتيب الأوراق داخل التشكيلة، وتدفع المدرب السويسري إلى اتخاذ قرارات صعبة قد تُقصي بعض الأسماء الشابة التي كسبت تعاطف الجماهير والإعلام.
صراع الأجيال في “الخضر”.. بين خبرة الكبار وطموح الصغار
منذ توليه قيادة المنتخب، يواجه بيتكوفيتش موجة من الانتقادات الحادة بسبب تمسكه بأسماء مخضرمة مثل رياض محرز ونبيل بن طالب وبغداد بونجاح وحسام عوار، رغم تذبذب مستوياتهم في الفترات الأخيرة. في المقابل، يطالب أنصار المنتخب بإعطاء مساحة أكبر للجيل الصاعد الذي يضم أسماءً لامعة مثل أنيس حاج موسى، إبراهيم مازا، أمين شياخة، رفيق بلغالي وإيلان قبال، الذين برزوا مع أنديتهم في الآونة الأخيرة ويمثلون مستقبل الكرة الجزائرية.
ويُعدّ إبراهيم مازا أبرز هؤلاء الواعدين، إذ قدّم أداءً ناضجًا وفعّالًا في لقاء أوغندا، أظهر فيه موهبة فنية وذكاءً تكتيكيًا لافتين، مما جعله محط إشادة الجماهير التي ترى فيه صانع لعب المستقبل، وربما البديل المثالي لعوار الذي لم يُقنع كثيرين بأدائه مع المنتخب منذ انضمامه إليه.
تحدٍّ جديد ينتظر بيتكوفيتش
المعسكر المقبل سيضع بيتكوفيتش أمام تحدٍّ مزدوج: الموازنة بين الاستفادة من خبرة عوار العائد بقوة مع الاتحاد السعودي، ومنح الفرصة للاعبين الشباب الذين يطالب الشارع الجزائري بترسيخ حضورهم في تشكيلة “الخضر”. ومع اقتراب المواجهتين الوديتين أمام السعودية وزيمبابوي، ينتظر الجميع قرار المدرب بشأن مركز صناعة اللعب، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى كلاسيكو السعودية المرتقب بين الاتحاد والهلال، الذي قد يمنح حسام عوار فرصة جديدة لإثبات أحقيته بالعودة إلى المنتخب بقوة.
