في ولاية جيجل، حيث تعاني الرياضة من غياب الهياكل والدعم، يبرز اتحاد مدينة الطاهير (USBT) كنموذج نادر لفريق يسير ضد التيار، ويؤمن أن النجاح لا يأتي من الصدفة، بل من التخطيط، التكوين، والإصرار. بعد أكثر من عقد على تأسيسه، يواجه الفريق تحديات جديدة، لكنه يحمل في جعبته تحديات واعدة لصناعة مستقبل مختلف.
الإتحاد مشروع رياضي واجتماعي متكامل
منذ تأسيسه سنة 2014، لم يكن اتحاد بوشرقة بالتسمية القديمة مجرد فريق ينشط في بطولة الجهوي الثاني، بل كان مشروعًا رياضيًا واجتماعيًا متكاملًا، يقوده رئيسه إسماعيل عليوة برؤية تتجاوز حدود النتائج إلى التكوين و الحفاظ على الهوية المحلية رغم غياب الدعم المالي، ظل الفريق ينافس بشراسة، ويصنع لنفسه مكانة بين الكبار، ويمنح شبانه فرصة التألق في الأكابر، في مشهد نادر في بطولات الهواة.
الفريق يطمح لتحقيق الصعود هذا الموسم
هذا الموسم، انطلقت التحضيرات بقيادة المدرب حسين فنير، الهداف السابق لشباب قسنطينة وشباب بلوزداد، في خطوة تعكس طموح الفريق في تحقيق الصعود الذي طال انتظاره. وبين مدرسة كروية بدأت تجني ثمار التكوين، وفرع سباحة يقوده أحد أعمدة الرياضة الوطنية، يثبت USBT أنه ليس مجرد نادٍ، بل مؤسسة رياضية متكاملة لكن خلف هذه النجاحات، يصرخ النادي في وجه الإهمال: لا إعانات، ولا التفاتة من السلطات. ورغم ذلك، يواصل الرئيس عليوة العمل بشفافية، ويؤمن أن الأخلاق هي ما يجب أن يبقى، حتى لو ضاع كل شيء.
التكوين القاعدة الأساسية للفريق
منذ انطلاقه عام 2014، تبنى النادي سياسة واضحة: منح الفرصة للشبان، ودمجهم تدريجيًا في فريق الأكابر هذه الرؤية بدأت تؤتي ثمارها، مع بروز أسماء محلية صنعت الفارق، مثل علاء بوفليغة ودفاس وبوحاريش وغيرهم من اللاعبين إذ أن مستقبل الفريق الرياضي يرتكز على هذه المدرسة، التي لا تكتفي بتكوين لاعبين.
بل تصنع شخصيات رياضية متكاملة وفي ظل غياب الدعم، يواصل النادي العمل في ظروف صعبة، لكن إصراره على التكوين يفتح أمامه آفاقًا أوسع من مجرد المنافسة الموسمية فكل لاعب شاب يتخرج من مدرسة USBT هو استثمار في مستقبل الكرة الجيجلية.
مشروع رياضي برؤية مستقبلية
رئيس النادي إسماعيل عليوة لا يكتفي بإدارة الفريق، بل يقود مشروعًا رياضيًا أخلاقيًا، هذه الصرامة في التسيير، الممزوجة بالبساطة والشفافية، جعلت من USBT فريقًا يحظى باحترام واسع، رغم تواضع نتائجه مقارنة بالأندية المدعومة ماليًا
الإتحاد جمعية رياضية متعددة النشاطات
المستقبل الإداري للفريق يبدو واعدًا، خاصة مع توسع نشاطاته ليشمل رياضات أخرى مثل السباحة، وتعيين أسماء وطنية بارزة مثل بومعزة نصر الدين على رأس فرع السباحة هذا التوسع يعكس رغبة النادي في التحول إلى مؤسسة رياضية متعددة النشاطات، تخدم شباب المنطقة في أكثر من مجال.
الطموح الرياضي… بين الواقع والحلم
رغم أن الفريق لم يحقق الصعود إلى الجهوي الأول، إلا أنه ظل منافسًا شرسًا في كل موسم التعاقد مع المدرب حسين فنير هذا الموسم يعكس رغبة حقيقية في تحقيق “الديكليك” الرياضي، خاصة أن الفريق يملك تركيبة متجانسة تجمع بين الخبرة والطموح لكن الطموح الرياضي يظل مرهونًا بالدعم المالي.
وهو ما يشكل أكبر عائق أمام مستقبل الفريق فالحساب البنكي مفتوح، لكن الإعانات لا تكفي حتى لتغطية المصاريف التنقلات ورغم ذلك، يواصل الفريق العمل، ويأمل أن تتحسن الظروف في المواسم القادمة.
السلطات مطالبة بدعم الفريق قبل فوات الأوان
في تصريحاته، وجّه عليوة نداءً صريحًا للسلطات المحلية: “اعتنوا بالشبيبة، فهي مستقبل البلدية والبلاد”. هذا النداء لا يعكس فقط أزمة نادي، بل أزمة منظومة رياضية محلية تعاني من ، وتهدد بفقدان جيل كامل من المتطوعين النزهاء والرياضيين الطموحين فالمستقبل لن يُبنى فقط داخل الملعب، بل في مكاتب المسؤولين، وفي قرارات الدعم، وفي توفير الهياكل اتحاد مدينة الطاهير يملك كل المقومات ليكون نادٍ نموذجي، لكنه يحتاج إلى يدٍ تمتد إليه، لا لتمنحه المال فقط، بل لتؤمن بمشروعه.