في خطوة حاسمة جاءت بعد جدل واسع في الأوساط الرياضية والجماهيرية، أعلن رئيس اتحاد عنابة جمال مصدق رسميًا عن تجديد الثقة في الطاقم الفني الحالي بقيادة المدرب رشيد ترعي، مؤكدًا أن الاستقرار هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة من الموسم، وأن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح رغم بعض التعثرات. التصريح جاء عقب الفوز الكبير الذي حققه الفريق أمام مولودية باتنة بنتيجة (4-1)، في الجولة السابعة من بطولة القسم الوطني الثاني – مجموعة وسط شرق، وهو الفوز الذي أعاد الثقة للمجموعة وأشعل المدرجات من جديد.
نهاية الجدل… وبداية الوضوح
مصدق قالها بوضوح في تصريح إعلامي عقب نهاية اللقاء: “النتيجة اليوم تؤكد أن الفريق يملك إمكانيات كبيرة، والمدرب يعرف المجموعة جيدًا. لا مجال للتغيير الآن، بل للعمل على الاستمرارية.” هذا التصريح يُغلق باب التكهنات التي راجت في الأيام الماضية حول إمكانية التعاقد مع مدرب جديد، بعد الهزيمة أمام نجم بني والبان، والتي فجّرت موجة غضب جماهيري، وطرحت علامات استفهام حول قدرة الطاقم الفني على قيادة الفريق نحو هدف الصعود.
ترعي يُثبت نفسه… والميدان هو الحكم
المدرب رشيد ترعي، الذي تولّى قيادة الفريق مطلع الموسم، كان قد وضع هدف الصعود إلى الرابطة المحترفة في صدارة أولوياته، بالتنسيق مع الرئيس مصدق، الذي اختار طاقمًا فنيًا متكاملًا يضم لزهر رجيمي كمساعد، والمحضر البدني إبراهيم حداد، ومدرب الحراس مهدي بن عبد القادر. ترعي لم يُكثر من التصريحات، بل فضّل العمل في صمت، وراهن على بناء مجموعة متماسكة، تُقاتل من أجل القميص، وتُراكم الثقة تدريجيًا. ورغم بعض التعثرات، إلا أن الفوز أمام مولودية باتنة، والأداء الجماعي الذي ميّز اللقاء، أعادا له الاعتبار، وأثبتا أن الفريق قادر على تقديم الأفضل.
انتفاضة هجومية… وقريوة يطرد النحس
المباراة الأخيرة شهدت انتفاضة هجومية طال انتظارها، حيث سجل الفريق أربعة أهداف، منها هدف أول للمهاجم محمد قريوة، الذي افتتح رصيده التهديفي بعد سبع جولات من الصيام. قريوة عبّر عن فرحته الكبيرة، وقال في تصريح مقتضب: “الحمد لله، الهدف جاء في وقته. الضغط كان كبيرًا، لكنني كنت واثقًا أن التسجيل سيأتي.” من جهته، نجح أمين غضبان في تسجيل أول أهدافه أيضًا، ليُعلن عن بداية جديدة في خط الهجوم، الذي بدا أكثر انسجامًا وفاعلية، خاصة مع عودة بدر الدين عبيد إلى التدريبات، استعدادًا لموقعة شلغوم العيد القادمة. وقائد الوسط محمد الصديق بن بورنان خصّ جريدة 90 دقيقة بتصريح عقب نهاية اللقاء، قال فيه:”الإمكانيات وحدها لا تكفي للعب في اتحاد عنابة، الضغط هنا عالي، ويجب أن نكون رجال ونحملوه. الضغط في عنابة يُشبه تمامًا ما عشته في مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، الاتحاد نادٍ كبير، وإن شاء الله يرجع لمكانته الحقيقية.”
الجماهير تُطالب بالتأكيد خارج الديار
أنصار اتحاد عنابة، الذين عبّروا عن غضبهم في الأسابيع الماضية، استقبلوا قرار الرئيس مصدق بالترحيب، خاصة بعد الأداء المقنع أمام مولودية باتنة. الجماهير تُدرك أن الاستقرار الفني يُعد عاملًا مهمًا في بناء فريق تنافسي، لكنها تُطالب برد فعل قوي خارج الديار، حيث لم يُحقق الفريق أي فوز حتى الآن المواجهة القادمة أمام هلال شلغوم العيد، متذيل الترتيب، تُعد فرصة مثالية لتأكيد الانتفاضة، وتحقيق أول فوز خارج ملعب 19 ماي، وهو ما يُنتظره الأنصار بشغف، ويُعتبر اختبارًا حقيقيًا لمدى نجاعة الاستقرار الفني.
عبد المالك بونايرة
