أشعلت الخسارة الودية التي تلقاها المنتخب السعودي أمام الجزائر، مساء اليوم على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة، موجة كبيرة من الغضب بين الجماهير السعودية، حيث انتهى اللقاء بفوز “محاربي الصحراء” بهدفين دون رد.
وسجّل الجزائري رياض محرز الهدف الأول من علامة الجزاء في الدقيقة 77، بعد أن نفّذ الركلة باقتدار وضعها بيسراه على يسار حارس المنتخب السعودي نواف العقيدي. وأضاف رفيق بلغالي الهدف الثاني في الدقيقة 85، لتنتهي المباراة بفوز الجزائريين بثنائية نظيفة، في مواجهة كانت ضمن تحضيرات المنتخبين للاستحقاقات المقبلة.
ردود الجماهير: انتقادات حادة لرينارد
عقب المباراة، عبر عدد واسع من جماهير المنتخب السعودي عن استيائهم من أداء الفريق، ووجّه كثيرون انتقادات مباشرة للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد. ورأى هؤلاء أن المرحلة الحالية تتطلب مدربًا قادرًا على قيادة الجيل الحالي من اللاعبين، ودمج لاعبي الخبرة مع المواهب الشابة لبناء فريق متوازن وقادر على المنافسة في البطولات الكبرى.
وأشار بعض المشجعين إلى أن رينارد “مدرب لفترة معينة فقط”، وأن طموحات المرحلة المقبلة أعلى من قدراته، متسائلين عن مدى استعداد الاتحاد السعودي لكرة القدم لاتخاذ قرارات جريئة قبل كأس العرب 2025، المقرّر إقامتها في قطر من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل. كما دعا البعض لإطلاق هاشتاق على منصة “إكس” للمطالبة بإقالة رينارد قبل البطولة.
خلفية رينارد ومسيرته مع المنتخب
يُذكر أن هيرفي رينارد يقود المنتخب السعودي في ولايته الثانية، بعد فترة أولى امتدت من 2019 إلى 2023، نجح خلالها في قيادة “الصقور الخضر” للتأهل إلى كأس العالم 2022، قبل أن يرحل مؤقتًا لتدريب منتخب فرنسا للسيدات في مارس 2023. وعاد المدرب الفرنسي في أكتوبر 2024 خلفًا للإيطالي روبرتو مانشيني، واستطاع تكرار إنجازه بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، ما يثبت قدرته على قيادة الفريق في الاستحقاقات الكبرى، رغم الانتقادات الحالية.
تحليل الأداء: أسباب الخسارة
من الناحية الفنية، أشار محللون إلى أن المباراة شهدت توازنًا في الشوط الأول، قبل أن يستغل المنتخب الجزائري نقاط ضعف الدفاع السعودي في المرحلة الثانية. كما أن غياب بعض اللاعبين الأساسيين أو انخفاض مستوى الأداء الجماعي كان له أثر على النتيجة النهائية.
التحديات المقبلة
تأتي هذه الخسارة في وقت يحاول فيه المنتخب السعودي تجهيز الفريق لكأس العرب 2025، ما يفرض على رينارد إعادة تقييم الخطط التكتيكية واستغلال المباريات الودية القادمة لتجربة اللاعبين ومراجعة خياراته قبل البطولات الرسمية. ويظل الهدف الأكبر هو تقديم صورة قوية تليق بسمعة الكرة السعودية وطموحات الجماهير، التي أصبحت تتابع كل مباراة بترقب وانتقاد دقيق.

