بعد تأهل مستحق من قلب بجاية، شرع اتحاد الحراش في التحضير لقمة الدور 16 من كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل، في مواجهة تُعيد إلى الأذهان صراعات الزمن الجميل بين “الصفراء” و”الكناري”. مباراة بنكهة التاريخ، وبوزن الحاضر، تُحضّر لها الحراش في صمت الكبار، بعيدًا عن الضجيج، وقريبًا من التفاصيل.
في الوقت الذي تخوض فيه شبيبة القبائل مواجهة قوية أمام اتحاد العاصمة في البطولة، يستفيد اتحاد الحراش من هدوء نسبي في برنامجه التحضيري، ما يُعد امتيازًا نادرًا في هذا التوقيت من الموسم. أسبوع كامل دون ضغط المنافسة، يُوظّفه الطاقم الفني بقيادة عبد الرحمن عصمان بأقصى درجات التركيز، تحضيرًا لموقعة الدور 16 من كأس الجمهورية.
أسبوع كامل للتحضير… وامتياز نادر
على عكس شبيبة القبائل، التي تُواجه ضغط المباريات، يستفيد اتحاد الحراش من أسبوع كامل من التحضير، وهي فرصة نادرة في هذا النوع من المنافسات. المدرب عبد الرحمن عصمان يُدرك أهمية هذا الامتياز، وقد سطّر برنامجًا دقيقًا يُراعي الجوانب البدنية، التكتيكية، وحتى الذهنية والحصص التدريبية تُركّز على تصحيح الأخطاء الدفاعية، تحسين الفعالية الهجومية، وتجريب أكثر من سيناريو تكتيكي، تحسّبًا لمجريات اللقاء.
تحضير تكتيكي ونفسي… لا مكان للارتجال
الطاقم الفني استغل هذا الفراغ الزمني لتصحيح الأخطاء التي ظهرت في المباريات السابقة، خاصة على مستوى التمركز الدفاعي والفعالية الهجومية. الحصص التدريبية ركّزت على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في مباريات الكأس، حيث لا مجال للتعويض كما خُصّصت جلسات عمل ذهني لتحفيز اللاعبين على التعامل مع الضغط، وتعزيز الثقة بالنفس، خاصة وأن المباراة تُلعب بنظام الإقصاء المباشر، حيث يُصبح الجانب النفسي حاسمًا بقدر الجانب الفني.
قراءة المنافس… وتحضير متعدد السيناريوهات
امتلاك الوقت الكافي سمح للطاقم الفني بتحليل أداء شبيبة القبائل بدقة، ورصد نقاط القوة والضعف، مع إعداد أكثر من خطة لعب تحسّبًا لتغيّر مجريات اللقاء. هذا التحضير المتعدد الأبعاد يُعد سلاحًا مهمًا في مواجهة فريق يملك خبرة كبيرة في مثل هذه المواعيد.
استرجاع المصابين… وتدوير المجموعة
الأسبوع التحضيري شكّل أيضًا فرصة لاسترجاع بعض العناصر المصابة، ومنح الفرصة للاعبين الذين لم يُشاركوا كثيرًا في المباريات السابقة، ما يُعزّز من جاهزية المجموعة ككل، ويُوفّر حلولًا إضافية للمدرب عصمان.
اللقاء مبرمج بملعب نيلسون مانديلا في الانتظار… والجمهور يُجهّز الرد
رغم أن الملعب لم يُحدّد رسميًا بعد، إلا أن كل المؤشرات تُشير إلى أن ملعب نيلسون مانديلا سيكون مسرحًا لهذه القمة خيار يُرضي الحراشيين، لما يُوفره من ظروف مثالية، وسعة جماهيرية قد تُحوّل المدرجات إلى نقطة ضغط على الخصم وجماهير “الكومباتيفا”، التي رافقت الفريق في بجاية، تستعد لتكون في الموعد، وتُحوّل اللقاء إلى عرس كروي يُعيد وهج “الصفراء” إلى الواجهة.
تحضير متعدد الأبعاد… وعصمان يُراهن على التفاصيل
الطاقم الفني سيستغل هذا الأسبوع للتحضير على أكثر من صعيد: بدنيًا، لتقوية النسق واسترجاع المصابين؛ تكتيكيًا، لتجريب أكثر من خطة لعب؛ وذهنيًا، لتحفيز اللاعبين على التعامل مع الضغط، وتذكيرهم بأن التاريخ لا يُكتب إلا في مثل هذه المواعيد عصمان يُدرك أن الشبيبة، رغم تذبذب نتائجها، تبقى فريقًا كبيرًا، وأن الفوز عليها يتطلب أكثر من الحماس. لذلك، فإن التحضيرات تُبنى على الواقعية، والانضباط، والجرأة.
Post Views: 117

