أثارت كالعادة القائمة التي كشف عنها الناخب الوطني جمال بلماضي لتربص جوان من أجل مباراتي أوغندا و تونس على التوالي الكثير من الجدل و علامات الاستفهام، خاصة و أنها حملت في طياتها الكثير من التناقضات بخصوص الأسباب التي دفعت الناخب الوطني لاتخاذ هذه القرارات، خاصة بالنسبة للاعبين الذين يعانون من نقص المنافسة.
فمنهم من تم الاستنجاد به رغم نهاية البطولة في البلدان التي يحترفون فيها منذ مدة، وآخرون خرجوا من الحسابات لنفس السبب، إلا أن هناك الكثير من الخفايا التي دفعت جمال بلماضي للتعامل بهذه السياسة وفقا للظروف المحيطة به.
و أول المعنيين بهذه التساؤلات هو الهداف التاريخي للخضر إسلام سليماني، فهذا الأخير انتهى موسمه مع أندرلخت منذ فترة، ويعاني من نقص المنافسة، علما و أن بلماضي و من خلال قائمته المعلنة قد استبعد كل اللاعبين الناشطين في الدوري البلجيكي بسبب نهايته المبكرة، في صورة آدم زرقان، وعبد القهار قادري.
في حين ترك سليماني ضمن حساباته رغم أنه يعاني من نفس الوضع و يلعب في نفس البطولة التي انتهت شهر أفريل الماضي، ويعود السبب وراء هذه الخطوة بحسب مصادرنا إلى أن بلماضي بات لا يملك أي خيارات في مركز رأس الحربة، خاصة بعد تعرض أندي ديلور للإصابة.
بالإضافة إلى أن بونجاح هو الآخر أنهى البطولة القطرية مبكرا، ولا يوجد إلا محمد الأمين عمورة في حالة بدنية و فنيو ممتازة، فكان لزاما عليه الاستنجاد بسليماني رغم الظروف التي يمر بها.
وكثرت التساؤلات أيضا حول الأسباب التي تقف وراء عدم استدعاء الظهير الأيسر لنادي وولفرهامبتون الانجليزي ريان آيت نوري، حتى و إن كان بعاني من تهمش مدرب له، لكن حاله ليس أسوأ من حال بعض الأسماء المتواجدة في قائمة بلماضي.
ليتبين فيما بعد بأن الأمر لا يتعلق بنقص المنافسة، وإنما يعاني اللاعب من إصابة على مستوى العضلات المقربة، والتقرير الطبي وصل إلى الفاف مؤخرا، ليتم شطب اسمه من القائمة المعنية بمباراتي أوغندا و تونس.
وكان الجميع يتوقع أن يكون انضمام حسام عوار لصفوف محاربي الصحراء شهر سبتمبر المقبل، وهذا بالنظر إلى وضعيته المعقدة مع ناديه الحالي ليون الفرنسي، واستعداده للمغادرة بنسبة كبيرة نحو روما الايطالي، إلا أن الناخب الوطني فاجأ الجميع بضمه في تربص جوان، وفي توقيت مبكر للغاية.
ويبقى السبب وراء ذلك هو إصابة متوسط الميدان و جوهرة الخضر إسماعيل بن ناصر و ابتعاده لفترة لا تقل عن 6 أشهر عن اللاعب اثر خضوعه لعملية جراحية في الركبة، ولهذا اضطر بلماضي للاستعانة بعوار حتى يمنحه الوقت الكافي للاندماج و التأقلم، وتجهيزه بأفضل طريقة ممكنة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج.
واستعان بلماضي بخدمات لكحل و عبدلي أيضا، فالأول له مباراة دولية واحدة سنة 2019 قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة، لكنه عاد بقوة في الموسم الحالي مع لوهافر الفرنسي، ومن غير المنطقي عدم منحه فرصة أخرى، ونفس الشيء لحيماد عبدلي المتألق مع أنجي في الليغ1، والذي لفت الأنظار إليه بشكل لافت.
والملاحظ في القائمة أيضا هو تواجد 4 لاعبين من صفوف اتحاد العاصمة في سابقة لم تحدث منذ قدوم الناخب الوطني على رأس الخضر، إذ وجه الدعوة لكل من الحارس بن بوط، أيمن محيوص، هيثم لوصيف، وكذا زين الدين بلعيد، وعلى ما يبدو فان بلماضي تعمد ذلك من أجل منح فريق اتحاد العاصمة و لاعبيه دفعة معنوية كبيرة قبل مباراة إياب لياسما في نهائي كأس الاتحاد الإفريقي المنتظرة اليوم بملعب 5 جويلية أمام أفريكانز يونغ التنزاني.
عماد.ب