نجح المنتخب الوطني الأول في أول ظهور له تحت قيادة الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش حين حقق الانتصار على حساب بوليفيا في لقاء ودي أقيم على مستوى ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة، حيث استطاع رفقاء القائد ياسين براهيمي قلب الطاولة على منافسهم و هذا بعدما كانوا منهزمين بهدفين لواحد.
ليحولوا تأخرهم هذا إلى انتصار مثير في آخر الدقائق من خلال تعديل النتيجة عبر ياسين بن زية، وكذا عيسى ماندي أثناء الوقت بدل الضائع، وبشكل عام يمكن القول بأن أداء الخضر في هذه المواجهة كان مقنعا لأبعد الحدود، وأدى أشبال المدرب بيتكوفيتش ما هو مطلوب منهم رغم وجود الكثير من النقائص و النقاط السلبية التي تبدو طبيعية و منطقية لمنتخب بدأ لتوه مسار الإصلاح و التجديد و البناء.
شوط أول بنسق جيد و لكن…
وخلال الشوط الأول كان نسق اللعب بالنسبة للاعبي منتخبنا الوطني جيدا، إذ يمكن القول بأن نسبة الاستحواذ على الكرة بلغت 60 بالمائة لكن الشيء المختلف هو أنها لم تكن عقيمة و إنما نجم عنها العديد من الفرص السانحة للتهديف لم يحسن لاعبو المنتخب الوطني التعامل معها بالشكل المطلوب، حيث افتقر رفقاء براهيمي للفعالية و التركيز أمام المرمى و هو ما حرمهم من التقدم بنتيجة مريحة.
تغييرات الشوط الثاني أتت بثمارها
وكان الخضر قد تقدموا في النتيجة خلال المرحلة الأولى عبر أمين غويري، إلا أن الأمور مع بداية الشوط الثاني تغيرت تماما، وهذا بسبب هدية قدمها عيسى ماندي اثر فشله في تشتيت الكرة بالشكل المطلوب لينطلق بها مهاجم بوليفيا و يدرك التعادل، وهنا تحلى الضيوف بجرأة أكبر و هددوا مرمى ماندريا بشكل متكرر حتى أضافوا الهدف الثاني مما أربك كثيرا أداء الخضر.
ليضطر الناخب الوطني بيتكوفيتش لإحداث بعض للتغييرات في صورة الاعتماد على منصف بقرار، ياسين بن زية، ومحمد الأمين عمورة بالإضافة لأحد القندوسي، فهذا الرباعي يمكن القول بأنه قلب موازين اللعب و شاهدنا منتخبا مغايرا تماما، يلعب كرة قدم سهلة و سلسة و حديثة، لذا استطاع محاربو الصحراء قلب الطاولة و تسجيل هدفين بأقدام بن زية و ماندي على التوالي.
شخصية كبيرة و تركيز عالي
ومن الأمور الايجابية التي خرجنا بها من مباراة بوليفيا الودية هي أن كتيبة المحاربين تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قد أظهرت شخصية قوية على مدار الـ90 دقيقة، فمن غير السهل أن تكون منتصرا ثم تصبح منهزما، وبعدها تحول النتيجة مجددا لصالحك بفوز جاء في الوقت بدل الضائع.
وهذا ما يعني بأن ماندي و زملاءه قد ظلوا مركزين بشكل تام لغاية إعلان الحكم الموريتاني صافرة النهاية، والملاحظ أيضا هو الهدوء الكبير الذي يتميز به بيتكوفيتش على خط التماس و عدم شعوره بالقلق حتى و هو متخلف في المباراة، بل سعى لإحداث تعديلات تكتيكية كان مفعولها واضحا للعيان، ومما لا شك فيه فان هدوء المدرب انعكس بشكل أو بآخر على أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان.
خط الوسط لم يؤد بشكل مقنع
وان كانت الايجابيات كثيرة في لقاء بوليفيا الودي، إلا أنه و في نفس الوقت لا تزال العديد من السلبيات التي على مدرب الخضر إصلاحها و إيجاد الحل لها، فثنائية رامز زروقي مع نبيل بن طالب لم تمن مثالية، ولا يبدو أنها ستقدم ما هو منتظر في قادم المواعيد، وعلى الناخب الوطني تجريب حلول أخرى بلاعبين آخرين لعل الأمر يتحسن على مستوى خط المنتصف، وربما بعودة بن ناصر المصاب و كذا هشام بوداوي يمكن أن يملك التقني البوسني المزيد من الحلول.
الكرات الثابتة لا تزال نقطة ضعف
وما يعاب على الخضر أيضا في مباراة بوليفيا هو أن الأمر لم يتحسن كثيرا على مستوى الكرات الثابتة التي تبقى نقطة ضعف واضحة بالنسبة للمنتخب الوطني منذ عهد الناخب الوطني السابق جمال بلماضي، وما لقطة الهدف الثاني سوى دليل على ذلك، وكل مخالفة أو ركنية كانت تشكل خطرا على حارس المرمى أنطوني ماندريا، ولهذا فان الورشة الأكبر التي على بيتكوفيتش فتحها و العمل عليها هي الجانب الدفاعي، وهذا الأمر اعترف به بلسانه خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد نهاية اللقاء.
عدة لاعبين قدموا أوراق اعتمادهم
وبشكل عام فان عدة لاعبين قدموا أوراق اعتمادهم لدى المدرب بيتكوفيتش، فياسين براهيمي وعلى الرغم من تقدمه في السن و يعاب عليه الاحتفاظ كثيرا بالكرة و تعطيل اللعب في بعض الأحيان، إلا أنه يبقى لاعبا مميزا يمكنه خلق الفارق بفضل فنياته الكبيرة، حيث أدى شوطا أولا محترما للغاية، ومن بين الأسماء التي تركت بصمتها نجد كلا من ياسين بن زية الذي رد على تهميشه من طرف بلماضي سابقا بأفضل طريقة ممكنة، وأكد بأن له دورا يمكن أن يلعبه خلال قام المواعيد.
ونفس الشيء لمنصف بقرار هذا الأخير تحرك و أقلق كثيرا دفاع الخصم و كاد أن يسجل و قدم تمريرة حاسمة لبن زية جاء منها هدف التعادل، ونال أداء اللاعب أحمد القندوسي رضا الكثيرين، وقدم ما هو مطلوب منه و سيكون لا محالة ضمن خيارات الناخب الوطني، دون أن ننسى تحسن أداء أمين غويري مقارنة باللقاءات الأولى التي لعبها.
التأكيد سيكون أمام البافانا بافانا
ويكون الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قد استخلص الكثير من الدروس و أصبح الآن أكثر الماما بنوعية التعداد الموجود بين يديه، ولهذا فان التأكيد على الوجه المقنع لكتيبة المحاربين سيكون في المباراة الودية المقبلة و التي ستلعب أمام جنوب إفريقيا بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة و هذا يوم الثلاثاء المقبل بداية من الساعة العاشرة ليلا، وهي مواجهة قوية و لا تقل عن تلك التي خاضها لاعبو الخضر أمام بوليفيا.
هذه أرقام مباراة الخضر أمام بوليفيا
انتهت مواجهة الخضر أمام بوليفيا بانتصار مهم على الصعيد المعنوي لرفقاء عيسى ماندي، وقد شهدت هذه المباراة الودية العديد من الأرقام و الإحصائيات التي سنحاول سردها في عدة نقاط.
-حققت الجزائر رابع فوز على منتخب من أمريكا الجنوبية بعد الشيلي، الأوروغواي، كولومبيا و بوليفيا، مقابل تعادل واحد أمام البيرو، و 3 هزائم أمام كل من البرازيل و الأرجنتين.
-في خامس مباراة له تمكن المهاجم غويري من الإمضاء على أول هدف له بقميص الخضر.
-بلغ اللاعب ياسين بن زية هدفه الثاني بقميص المنتخب الوطني و هذا بعد أن سبق له هز الشباك أمام السيشل في جوان 2016.
-وقع المدافع المحوري عيسى ماندي على هدفه الدولي الخامس و هذا من أصل 93 مباراة دولية لعبها مع محاربي الصحراء.
-قدم العائد ياسين براهيمي تمريرته الحاسمة الـ11 في مباراته رقم 61 مع المنتخب.
-شهدت مباراة بوليفيا الودية أول مشاركة لكل من منصف بقرار، حاج موسى، و قندوسي.
-آخر مباراة عادت فيها الجزائر و هي متخلفة في النتيجة كانت يوم 23 مارس 2023 و هذا أمام منتخب النيجر و انتهت بنتيجة هدفين لواحد بملعب نيلسون مانديلا.
-يعتبر انتصار بوليفيا هو الثالث للخضر في ملعب نيلسون مانديلا من 3 مواجهات خاضوها مع تسجيلهم 8 أهداف.
عماد.ب