بيتكوفيش يخفق في أول امتحان و اللاعبون غائبون

بيتكوفيش
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

تعرض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لصفعة قوة بخسارته داخل الديار أمام نظيره الغيني بهدفين لواحد سهرة الخميس بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، وهذا في إطار لقاءات الجولة الثالثة من عمر التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، إذ أدى أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش إحدى أسوأ مستوياتهم منذ فترة طويلة، فالخضر لم يخسروا النقاط الثلاثة فقط بل خسروا هويتهم التي كانت مشوهة في عهد الناخب الوطني السابق جمال بلماضي.

إلا أنهم افتقدوها تماما رفقة التقني البوسني بيتكوفيتش، وهو ما أثار غضب و سخط الجماهير الجزائرية التي لم تتوقع و لو للحظة ظهور زملاء ياسين براهيمي بكل ذلك السوء، وبهذه النتيجة فان سباق التنافس على ورقة المونديال الوحيدة عن هذه المجموعة قد بعث من جديد، وهذا على الرغم من احتفاظ محاربي الصحراء بصدارتهم لكن و مع تبقي 7 لقاءات كاملة على النهاية فان كل شيء سيبقى ممكن.

ويرى الكثير من المتتبعين بأن ورقة التأهل باتت في خطر، خاصة اذا لم يتم تدارك الأمر و تصحيح المسار بداية من الجولة الرابعة للتصفيات  و التي سيتنقل من خلالها منتخبنا الوطني هذا الاثنين لملاقاة أوغندا في العاصمة كامبالا.

طريقة لعب مبهمة و انتشار عشوائي

ولم يفهم الكثيرون لجوء الناخب الوطني لاعتماد تشكيلة فيها الكثير من التناقضات و علامات الاستفهام، وهو ما تسبب في فقدان البوصلة تماما، كما أن انتشار لاعبي الخضر فوق أرضية الميدان كان بطريقة عشوائية و حصل تداخل في المهمات و المراكز و هو ما أدى إلى نوع  من الفوضى أعطت للخصم الفرصة لتنظيم نفسه جيدا، وحتى التحلي بالجرأة و الانطلاق في الهجمات المرتدة.

والمشكلة الأكبر هي أن الناخب الوطني لم يتفطن لهذه الاختلالات إلا في وقت متأخر للغاية، ولم نحقق ردة الفعل المطلوبة من أجل قلب الطاولة على خصم جاء لبعث أمل في التأهل إلى المونديال و هو ما حدث في نهاية المطاف.

حراسة المرمى تحتاج لتغيير

وبدى واضحا للجميع بأن العجز و الضعف قد أصاب معظم الخطوط، ليس في مباراة غينيا فقط، بل قبل ذلك بوقت طويل، والبداية بحراسة المرمى، فماندريا يعتبر في كل الأحوال حارس مرمى متوسط، ولا يليق بمنتخب قوي اسمه الجزائر.

وحتى إن أدى بعض المباريات الجيدة لكنه يفتقد للشخصية القوية و الكاريزما التي يجب أن يتحلى بها حراس المرمى، ويقع في أخطاء قاتلة، كما أنه  لا يظهر في اللحظات الصعبة مثلما يفعل كل الحراس المميزين، وكبدلاء له فان الخضر لا يملكون خيارات في المستوى فلا مصطفى زغبة و لا أسامة بن بوط قادران يمكن التعويل عليهما.

ماندي انتهى و لم يعد قادرا على تقديم المزيد

وكان الخط الخلفي في مباراة غينيا سيئا لأبعد درجة، لكن عيسى ماندي أكد للمرة المائة بأنه قد انتهى و لم يعد قادرا على تقديم المزيد، وتواجده في دكة بدلاء فياريال منطقي للغاية بما أنه بعيد تماما عن مستواه الفني و البدني، وبات ماندي يلعب في المنتخب باسمه فقط لا بمردوده، وواصل عروضه السيئة للغاية و التي ظهر بها في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بساحل العاج و جعلته محل انتقادات كبيرة، إلا أنه حصل على المزيد من الفرصة بعدها دون أن يقدم أي شيء.

ثنائية بن طالب و زروقي غير مجدية

والغريب في الأمر هو أن الناخب الوطني بيتكوفيتش لم يستفد من أخطاء سابقه جمال بلماضي الذي اعتمد في العديد من المباريات على ثنائية رامز زروقي و نبيل بن طالب في خط الوسط إلا أنهما لم يجدا الكيمياء المناسبة بينهما، وهو نفس الأمر الذي كرره التقني البوسني و تأكدنا مجددا بأن تواجد هذا الثنائي في الاسترجاع يعتبر عبثا و لا يقدم أي إضافة بل على العكس تماما سمح للمنتخب الغيني بالسيطرة على الأمور في خط المنتصف و اتخاذها كقاعدة له من أجل الانطلاق في هجمات مرتدة سريعة.

غياب بن ناصر علامة استفهام

ومن الأمور التي جعلت الانتقادات تطال الناخب الوطني بشكل أكبر هو عدم اعتماده على متوسط ميدان ميلان الايطالي إسماعيل بن ناصر رغم أنه كان جاهزا، وأعوز مدرب الخضر ذلك خلال الندوة الصحفية لخيارات فنية يتحمل هو مسؤوليتها على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه كان يرى جدوى الاعتماد على زروقي و بن طالب دون الاستعانة ببناصر، لكن و على ما يبدو فان تقديرات التقني البوسني قد جانب الصواب في مباراة غينيا لأن إسماعيل يعتبر من الركائز التي لا يمكن الاستغناء عنها.

براهيمي أخذ وقتا أكثر مما يستحق

ولم يظهر ياسين براهيمي بالمستوى المطلوب، وأدى لقاءا سيئا للغاية إذ غلبت على طريقه لعبه الفردية و الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، ما زاد من توتر بقية الرفقاء الذي لم يشاركهم براهيمي اللعب و تناقل الكرات، كما أن براهيمي عاد لتذكيرنا بأسلوبه القديم الذي جعله غير محبب لدى الأنصار و الجماهير الجزائرية، لكن و مع ذلك فان الناخب الوطني استمر في توظيفه لوقت طويل قبل أن يقوم باستبداله إلا بعد فوات الأوان.

خط الهجوم أيضا خيب الآمال

وحتى نوضح حجم السوء الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام نظيره الغيني فان الخط الأمامي هو الآخر خيب الآمال، فبونجاح افتقد للتركيز أمام المرمى و ضيع فرصة سهلة، وغويري و منذ التحاقه بالمنتخب لم يقدم أي مباراة مرجعية و لم يندمج لحد الآن في منظومة المنتخب، ولا يختلف الأمر أيضا بالنسبة لسعيد بن رحمة، هذا الأخير حصل على كل الفرص الممكنة سواءا مع بلماضي أو بيتكوفيتش لكن مردوده لم يتغير و ظل حاله.

مراجعة الحسابات ضرورية قبل فوات الأوان

وان كانت نتيجة و أداء الخضر أمام غينيا سلبية على طول الخط، إلا أن الناخب الوطني عليه الآن مراجعة حساباته سواءا من الجانب التكتيكي أو الخططي، وكذا من ناحية نوعية اللاعبين الذين وضع فيهم ثقته و خيبوه لأقصى الحدود، فمشوار التأهل إلى المونديال لا يزال طويلا و مليئا بالمطبات و الأشواك، وما على كتيبة المحاربين سوى السفر اليوم نحو العاصمة كامبالا من أجل العودة بالفوز و لا شيء غيره أمام المنتخب الأوغندي و تصحيح المسار بسرعة و قبل فوات الأوان.

عماد.ب