في خطوة منتظرة ومثيرة، أعلن هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، عن اقتراب المباراة الودية التي ستجمع منتخب “الأخضر” بنظيره الجزائري في مدينة جدة، ضمن التوقف الدولي لشهر نوفمبر المقبل. رينارد أشار إلى أن المباراة ستكون مفيدة بشكل كبير في سياق التحضيرات الجارية للمنتخب السعودي استعدادًا للاستحقاقات القادمة، خاصة كأس العالم 2026.
في تصريحات أدلى بها لصحيفة “النصر” الجزائرية، أوضح رينارد أن المفاوضات بين الاتحادين السعودي والجزائري دخلت مراحل متقدمة جدًا، وأن الإعلان الرسمي عن المباراة سيأتي قريبًا بعد الترتيبات النهائية. وقال: “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ونحن ننتظر الترسيم الرسمي من الاتحادين السعودي والجزائري، وهذا سيتحقق في الأيام المقبلة”.
اللقاء المنتظر يأتي في وقت حساس للمنتخبين، حيث سبق لكلا الفريقين أن تأهلا إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد تصدر الجزائر مجموعتها في تصفيات أفريقيا، بينما ضمن المنتخب السعودي تأهله بعد مشوار مثير في التصفيات الآسيوية، وذلك بعد فوزه على أندونيسيا وتعادله مع العراق في الجولات الحاسمة. وهو ما يجعل هذه المباراة فرصة سانحة للطرفين لاختبار مستواهما الفني والبدني قبل الدخول في التصفيات النهائية.
وقد أعرب رينارد عن أهمية مثل هذه المباريات التحضيرية، مؤكدًا أن اللقاءات الودية هي وسيلة أساسية لتحليل أداء اللاعبين واختبار بعض التكتيكيات الجديدة، بما يتماشى مع طموحات المنتخب في المنافسات الكبرى. وعلق على ذلك بالقول: “كل مباراة هي فرصة للتطور، وتحليل المستويات، ونحن نهدف إلى تحسين جاهزيتنا قبل المنافسات القادمة”.
أما في ما يخص تاريخ اللقاءات بين المنتخبين، فقد التقى الفريقان في أربع مناسبات سابقة على مر التاريخ. ووفقًا للأرقام، فإن الكفة تميل لصالح المنتخب السعودي الذي تمكن من الفوز في مباراتين، الأولى في عام 1984 بالرياض بنتيجة 4-2، والثانية في 2018 في مدينة قادش الإسبانية بهدف وحيد. وفي المقابل، سجل المنتخبان تعادلين في المباراتين الأخريين، واحدة في عام 1986 في الخُبر، حيث انتهت المباراة الأولى بالتعادل السلبي، بينما سجل كل منتخب هدفًا في الثانية، مما يعني أن المنتخب الجزائري لم يحقق أي انتصار على المنتخب السعودي في تاريخ اللقاءات المباشرة بين الفريقين.
أهمية المباراة للمنتخبين
بالنسبة للمنتخبين، هذه المباراة الودية تمثل أكثر من مجرد اختبار فني، بل هي فرصة استراتيجية لقياس جاهزية اللاعبين ومدى تناغمهم مع أساليب اللعب المختلفة التي قد يتبعها المدربون في المباريات القادمة. المنتخب السعودي تحت إشراف رينارد يسعى للاستفادة من المباراة لتحقيق استقرار تكتيكي قبل خوض التصفيات الحاسمة لبطولة كأس العالم، بينما المنتخب الجزائري يسعى لتحقيق المزيد من التناغم بعد سلسلة من التغييرات والتجديدات في صفوفه.
من المتوقع أيضًا أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا في مدينة جدة، بما أن الجماهير في السعودية والجزائر تترقب هذه المواجهة الكلاسيكية بين عملاقين في كرة القدم العربية.
الانتظار والإعلان الرسمي
ورغم أن المدرب الفرنسي لم يعلق على بعض التفاصيل الدقيقة حول موعد وتوقيت المباراة، إلا أنه أكد أن الإعلان الرسمي عن اللقاء سيتم قريبًا من قبل الاتحادين السعودي والجزائري. وأوضح رينارد: “لا أستطيع التحدث عن التفاصيل بشكل كامل الآن، ولكن الأمور تتجه نحو ترسيم هذه المباراة قريبًا، وسننتظر البيان الرسمي من الاتحادات المعنية”.

